الحل القادم لمشكلة العنوسة و تاخر الزواج

زواج المسيار:هو زواج تتنازل فيه المرآة عن بعض حقوقها لفترة مؤقتة
و صورته المشهورة أن تتزوج المرأة و هي في بيت أهلها ويأتيها زوجها في بيت أهلها في أوقات يتفق عليها مع تنازلها عن حق السكنى وحق النفقة يسميه البعض زواج فريند.

حكمه شرعا:اختلف فيه العلماء والراجح الذي عليه جمهور اهل العلم أنه مباح و جائز و استدلوا بأنه زواج توافرت شروطه و أركانه من الإيجاب و القبول و الإشهار و رضا الولي و المهر و بأن النفقة و السكنى حق للمرأة لها إسقاطها إن شائت فلو فرضنا إمرأة غنية تزوجت رجلا فقيرا على أن توفر هي السكنى و تقوم هي بالإنفاق فلا شئ في ذلك.

و استدلوا بما رواه مسلم في صحيحه (( 1463 ) حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
: ما رأيت امرأة أحب إلى أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة قالت فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة قالت يا رسول الله قد جعلت يومي منك لعائشة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومين يومها ويوم سودة))

وو جه الدلالة أنه إذا جاز للسيدة سوده أن تتنازل عن حقها في المعاشرة الزوجية و هو ألصق الحقوق بعقد الزواج كان للزوجة التنازل عما دونه أهمية إذا أرادت ووافق الولي و هي لن تفعل إلا لمصلحة أكبر في نظرها و نظر وليها.

ويتبين لنا أن زواج المسيار هو أحد الحلول الشرعية التي عرضها الفقهاء لمواجهة زيادة معدلات العنوسة و تأخر سن الزواج و حماية المجتمع من الإنزلاق في مسالك الإنحراف الجنسي و الإنحراف الأخلاقي و المالي أيضا لمواجهة متطلبات الزواج و هو يوضح لنا مرونة الشريعة الإسلامية .

و البعض يرى التحريم و يقيسه على نكاح المتعة.
و زواج المسيار يختلف عن زواج المتعة في أمور:
1-أن نكاح المتعة مؤقت بوقت معين أما نكاح المسيار فهو نكاح دائم
2-يثبت بنكاح المسيار النسب و التوارث و غيرها من الحقوق على عكس تكاح المتعة

ولكن هل هذا الأمر قابل للتطبيق:في ظني لا
و ذلك لما يلي:

1-أنه و إن كان حلالا فإنه لا يناسب العادات و التقاليد الشرقية وخاصة العربية و خصوصا في مصر
2-بسبب فساد الذمم و قلة الأمانة مما يجعل الولي الذي يخاف على موليته يخشى عليها من أن تصبح مادة تسلية للشباب.
3-ربما يصبح هذا دافعا للشباب أن يتقاعسوا عن بناء أنفسهم فيظل الوضع كما هو مدى الحياة
و يصبح هذا مع الوقت هو السمة العامة للزواج
4-أن ذللك الوضع لن يكون مناسبا بعد الإنجاب

خلاصة القول:
أن نكاح المسيار حلال على الراجح من أقوال اهل العلم و أنه يختلف عن نكاح المتعة في عدة امور
نكاح المسيار حل جيد لمشكلة العنوسة و تأخر الزواج و يمكن أن يكون احد بدائل محاربة الإنحراف الجنسي و الزواج السري الذي يسمونه العرفي و لاشك ان الولي يفضله عن النكاح السري
أننا ما زلنا نحتاج من فقهائنا بذل المزيد من الإجتهاد للتغلب على العيوب التي ذكرناها حتى يمكن استخدامه
أن نكاح المسيار بصورته الحالية يصعب استخدامه ولكن قد يكون مناسبا في مواقف معينة كخوف العنت أو أن يجد الولى من يثق في دينه و امانته ثقة تامة قيزوجه وليته زواج المسيار


أرجو أن أكون فد وفقت فيما عرضته و أضع الموضوع بين أيديكم و أنتظر تعليقاتكم
و الله الموفق...

جزاك الله كل خير اخي الكريم الليث