فجر إعلان جماعة الاخوان المسلمين ترشيح 20 عضوا لانتخابات مجلس الشورى
في يونيه القادم تحت شعار "الاسلام هو الحل" احتماء بالمادة الثانية من
الدستور وبحكم يجيز استخدامها لهذا الشعار، صدر من محكمة القضاء الاداري
في انتخابات مجلس الشعب 2005، حالة من الجدل السياسي في الشارع المصري،
باعتباره أول اختراق للتعديلات الدستورية الأخيرة التي تحظر الأحزاب
الدينية، وأول اختبار لقوتها.وفي حين تخيل الكاتب الصحفي حمدي رزق
جماعة باسم "الأخوان الأقباط" يتقدمون بمرشحين لها تحت شعار "الانجيل هو
الحل" بنفس مبررات الاخوان المسلمين، أكد القيادي الاخواني البارز
د.عبدالمنعم أبو الفتوح إن جماعته ليس ضد أن "يعتصم الأقباط بانجيلهم".واعتبر
رزق الذي يوجه عادة انتقادات لاذعة للاخوان "أن ما يسعون إليه خطير وطنيا
وطائفيا، واختبار مبكر لجدية التطبيقات العملية للتعديلات الدستورية".
واصفا ذلك لـ"العربية.نت" بأنه بمثابة "جس للماء.. فإذا كان فاترا فلنخلع
الملابس ولنستحم في دماء الوطن".لكن د. أبو الفتوح قال
لـ"العربية.نت" إن الهجوم على شعار "الاسلام هو الحل" وعلى المادة الثانية
من الدستور التي تنص على أن الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع
"علماني متطرف كاره لهوية هذه الأمة، ساع لتغييرها، متذرع بذريعة غير
واقعية وغير موضوعية أوصادقة بأن التمسك بالشريعة الاسلامية يؤدي إلى
تمييز بين طوائف الأمة، وهذا كله غير صحيح، فالأمة عاشت بحضارتها
الاسلامية 15 قرنا، لم تشهد اضطهادا للمسيحيين واليهود الذين قتلوا
واضطهدوا في أوروبا وأمريكا وليس في العالم الاسلامي".
جماعة "الأخوان الأقباط"وكان حمدي
رزق كتب على سبيل "الخيال السياسي" في عموده اليومي بجريدة "المصري اليوم"
الاثنين 16-4-2007 أن "جماعة الإخوان الأقباط اعلنت رسميا خوضها انتخابات
مجلس الشورى، المقرر اجراؤها في شهر يونيو المقبل بعدد من المرشحين يتجاوز
العشرين".ونسب إلى شخصية وهمية باسم د.منقاريوس السرياقوسي "النائب
الأول لمرشد الجماعة" القول إنها "ستخوض الانتخابات بشعار (الانجيل هو
الحل) لأنه يمثل مرجعية أساسية للأمة – حسب قوله – ويتفق مع المادة
الثانية من الدستور، بأن الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع
(ليست المصدر الوحيد) وأن محكمة القضاء الاداري سبق أن أصدرت حكما باقرار
شعار (الاسلام هو الحل) وعليه لا يوجد تعارض بين شعار (الانجيل هو الحل)
وبين الدستور والقانون".وتساءل رزق: "ماذا ستفعل جماعة الإخوان
المسلمين إزاء هذه المصيبة، جماعة أمام جماعة، إخوان أمام إخوان، وعشرون
أمام عشرين، وشعار أمام شعار، والإسلام في مواجهة المسيحية، والقرآن مرفوع
في وجه الانجيل، ولا الحروب الصليبية على الأرض المصرية".
نؤيد اعتزاز الأقباط بانجيلهمإلا
أن د.عبدالمنعم أبو الفتوح تساءل في حديث لـ"العربية.نت": "ما الذي
يمنع؟.. فلكل انسان أن يعبر عن نفسه، فما كتب بشأن ذلك إرهاب فكري، كأننا
ضد أن يعتز الأخوة الأقباط بانجيلهم، بل نحن نطالبهم بأن يعتصموا ويعتزوا
به، ونطالب اليهود بأن يعتزوا بدينهم كما نعتز نحن بديننا وقيمنا".وتابع
بأن هناك "خلطا بين الاسلام كشريعة وبين الاسلام كدين، وبالتالي فمعروف أن
المسيحية ليست شريعة، بل عقيدة فقط ومن ثم فليست عندهم أصلا هذه النية،
ولا هم طلبوا بذلك".وأضاف أبو الفتوح: "الأقباط لم يطالبوا بذلك
لأنه ليست عندهم شريعة، ولكن الصحافة الأمنية هي التي كتبت. الشريعة
الاسلامية حينما ترفع وتسود وتحكم هي أقوى ضمان قانوني ودستوري ومرجعية
تحافظ على هوية ودين وخصائص الأخوة المسيحيين".وقال أبو الفتوح:
"أتمنى كتابة كلام علمي موضوعي، وليس هذا الهراء الأمني والصحافة الأمنية
التي تكتب ضد الشريعة الاسلامية. قل لي من كتب بشكل موضوعي فنحترم رأيه
وندرسه ونستفيد منه". وعن توقع حمدي رزق بأن يأتي بعض الأقباط
ليقولوا إن "الانجيل هو الحل".. تساءل أبو الفتوح: "من قال هذا؟.. هو فقط
الذي يقوله. البابا شنودة نفسه رفض وقال ان العقيدة المسيحية عقيدة
لاهوتية روحانية لا علاقة لها بأمور الدنيا والسياسة وهذه حقيقتها، لذا
فما المراد أن يزج بها في المجال السياسي الذي هو من صميم الاسلام، فهو
شريعة وعقيدة. لماذا يراد وضع عقيدة أمام شريعة، هذا عبث حتى من باب
القياس العلمي".وأضاف أن "البابا شنودة رفض تعديل هذه المادة لأنها
لا تضره، وهو لم يطالب بهذا لأن لا معنى له أصلا. فإذا كان الاخوة الأقباط
قد عاشوا في كنف الشريعة الفرنسية التي تحكمنا الآن فما يضيرهم أن يعيشوا
في كنف الشريعة الاسلامية؟"..وحول القول بأن طرح شعار "الاسلام هو
الحل" مجددا في وجود المحظورات الدستورية الجديدة يعني افلاس الجماعة من
البرامج قال أبو الفتوح: "لا ننتظر البرنامج الذي نعده حاليا. لقد طرحنا
برنامجا في انتخابات 2000 و2005 وأعلنا آراءنا مختصرة في كافة المجالات،
وقلنا إننا نعد برنامجا تفصيليا سنطرحه، ومع ذلك يقولون لنا نريد برنامجا
ولا تقولوا الاسلام هو الحل بدونه". واستطرد: "البعض ليست عنده
أمانة لأنه يكتب شيئا يعلم أنه يخالف الواقع، فالجماعة لها برنامج طبع
ووزع في انتخابات 2005.. كان يمكن أن يقول هو ذلك ويختلف معنا حول مضمون
هذا البرنامج ويرفضه وهذا حقه وليس عيبا. ولكن أن ينكر ذلك ويقول انه ليس
للاخوان برنامج وإنما مجرد شعارات عامة تستهدف بلبلة عواطف الناس، كأنه
عندما يرفع أحد شعارا يقول إن الشيوعية هي انقاذ للأمة وهذا حقه، لا يعتبر
دغدغة للعواطف، وحينما نقول نحن إن الاسلام هو الحل، يصبح ذلك استغلالا
للدين وعواطف وكأنهم يخافون على الدين، فاذا كانوا كذلك فلماذا لا ينادون
بتطبيقه". ومضى قائلا: الاسلام هو ملك الأمة كلها، ويجب أن تكون
حريصة عليه وتنفذه وتطبقه في نفوسها ومجتمعها وحياتها اليومية، وتدافع عنه
أكثر مما يدافع عنه الاخوان".وأكد أبو الفتوح أن برنامج "حزب
الاخوان موجود بالفعل، ونريد أن نطرحه، ولن نتقدم به لأن السلطة ليست
هدفنا الآن، فضلا عن أنه لن يقبل، ولجنة الأحزاب لجنة غير دستورية، ولكن
الأهم من هذا كله أننا نستهدف الآن الأمة كلها واصلاحها، بما فيها اصلاح
السلطة نفسها.