الدكتور دويك في رسالة من داخل الاسر
المحقق اخبرني انه اخطأ في اعتقالنا والواجب قتلنا
قلقيلية –مصطفى صبري
في رسالة من داخل السجن حصلت عليها الرسالة شرح الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي المختطف ظروف اعتقاله وقال : أنا موجود في غرفة 1.5/3 متر، لم يتم الاعتداء علي، كنت أعاني من حالة صحية سيئة، الخميس كنت في حالة شبه إغماء (فاقد للإحساس والإرادة)، قبل هذه الحالة في أيالون كنت قد عانيت من ارتفاع شديد في الضغط والصدر وقد وضعوا لي الأكسجين ووضعوا في فمي حبة دواء صفراء رغما عني وبعدها فقدت الإرادة والإحساس، وبقيت بعد ذلك مدة يومين لا استطيع الصلاة.
نصف..مليون صرصور
واضاف :ظروف الزنزانة صعبة، أعيش مع نصف مليون صرصور، فقط في الليل كان حوالي 20 صرصور على يدي، ناهيك عن الحشرات (القارص). أنا منعزل عن العالم، لا يوجد سجين أو أسير عربي كي اكلمه، كل ما يحيطني عبارة عن مجرمين وقتلة ومحكومين في اشد ظروف الاعتقال. أنا ممنوع من التحدث الى احد، لا اسمع أي كلمة باللغة العربية، لا يوجد تلفاز، لا استطيع قراءة القرآن الكريم بسبب الضوء البسيط، حصلت على القرآن أول البارحة، لا اعرف ممن. الطعام غير جيد، الطعام مالح جدا وأنا أعاني من ضغط دم، الألبان تشكل أغلبية الطعام، ورغم إنني أعاني من الكلى فالطعام هو لبن وفليفلة، الغداء مراق عدس مالح، أرز، بيض مع خبز غير جيد ارميه الى النفايات الى أن حصلت على قطعة دجاج واحدة، كل يوم يتم فحصي مرتين، وفي الفورة أكون وحدي مدة ساعة ولا أرى أحدا سوى السجانين.
معتقل ..سياسي
ويضيف في رسالته :أنا معتقل سياسي بحكم منصبي كرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، لا اعترف بالمحكمة، أنا امثل جميع جماهير شعبنا وفي السلطة الشرعية دوليا، أتعامل ضمن صلاحيات قانونية ولا اخضع للقانون الإسرائيلي، المحاكمة غير قانونية ولا اعترف بشرعيتها. اعتقلت على خلفية اعتقال الجندي كورقة ضغط ومساومة من اجل إطلاق سراحه، يبدو لي أنهم لا يريدون الحكومة، الوضع كله سياسي، محاربة حركة حماس. أتوجه بالتحية لكل جماهير شعبنا وبالذات على الموقف المؤيد للشرعية الفلسطينية والذي يرفض كافة أشكال التدخل في الشؤون الداخلية، كما أتوجه بالشكر الى الإخوة أعضاء المجلس التشريعي واطلب منهم الاستمرار في أداء المجلس لمهمته خدمة لأبناء شعبنا الفلسطيني وأؤكد لهم إنني على العهد صابر محتسب واهبا ما تبقى من عمري طاعة لله وخدمة لقضية ارض مسرى رسول الله والمسجد الأقصى المبارك، كما أبقى الوفي لقضية الأسرى الذين هم خيرة أبناء شعبنا ويقضون زهرة شبابهم وراء القضبان والقيود والأغلال وفي الزنازين التي لا يعرفها إلا من يعاني حرها، وأقول حسبي الله ونعم الوكيل.
سابقة ..اولى في العالم
وعن خلفية الاعتقال اشار دويك في الرسالة :هذه سابقة أولى في العالم، رئيس مجلس تشريعي يتم اعتقاله. عهدي إنني ان شاء الله مع الله، أن لا أستقيل عن الدفاع عن حقنا وديننا وشرفنا خاصة في هيبة فلسطين الربانية التي كتب الله فيها ( لأغلبن أنا ورسلي ان الله قوي عزيز) . أطالب أن أكون في ظروف سجن أفضل وان أتفرغ لكتابة كتب تخدم الشعب، لم أكن استطيع الكتابة عندما كنت منشغلا في الحياة والمجلس التشريعي، ولعلني أحقق قول ابن تيمية: سجني خلوة وطردي سياحة وقتلي شهادة، ولعل الله تعالى يرضى عني ففي هذا كله خير والحمد لله رب العالمين. وشرح عن ظروف اعتقاله قائلا :لا توجد وسادة، أضع ملابسي تحت رأسي ،المحقق قال لي: (نحن أخطأنا باعتقالكم، كان يجب قتلكم).
جريدة الرسالة