لا نريد منك أن تطالب بكف العدوان عن سنة العراق، فهذا قد يئسنا منه، لأن الأمر كما يبدو قد بيت بليل..ولكن نطالب بنصرة الفلسطينيين الضيوف في العراق على أقل تقدير، باعتبار أن شرعية وشعبية مقاومتكم مستمدة من مواجهتكم للكيان الصهيوني, وكثيراً ما ترددون أنكم تحملون هم تحرير فلسطين
بقلم إبراهيم العبيدي
بمناسبة هذا الشهر الكريم، أود أن أبعث بهذه الرسالة العاجلة إلى السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله في لبنان، عسى أن أستفز فيها روحه وضميره وأخوته الإنسانية, والرجولة العربية عند الأصلاء النجباء، ليساهم في إيقاف نزيف الدم الفلسطيني الشقيق، ومسلسل القتل والخطف والتهجير المستمر، الذي يتعرض له الفلسطينيو في العراق على أيدي أخوة "المذهب والهدف" من عصابات الغدر التابعة للحكيم الطباطبائي, وغوغاء ما يسمى بجيش المهدي التكفيريين.
نقول لنصر الله، إذا لم تكن الأحداث المأساوية التي يتعرض لها الأخوة الفلسطينيون قد وصلتك أخبارها عبر القنوات الفضائية ومواقع الانترنت الكثيرة، التي نقلت خطاباتك المتعددة في ظل أجواء الحرب.
فإننا نوجه لك هذه الرسالة، تحمل في سطورها شكوى إخوانك ومعاناتهم الكبيرة في ظل حكومة المالكي الطائفية, ونأمل أن تصل إليك هذه المرة، سيما ونحن نعيش عصر ثورة الاتصالات .
الرسالة تتلخص فيما ذكرته منظمة "هيومان رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان، ومقرها نيويورك، من أن جماعات شيعية مسلحة هددت بتصفية الفلسطينيين ما لم يغادروا العراق في غضون ثلاثة أيام. وقالت المنظمة إنها حصلت على منشور يحمل اسم "كتيبة الثأر آل البيت ـ وحدات الرد السريع"، جاء فيه أن "لا مكان للفلسطينيين في عراق علي والحسن والحسين".
وحذر المنشور أيضا من أن "سيوفنا يمكن أن تصل إلى الرقاب"، وحث الفلسطينيين على "مغادرة العراق في غضون ثلاثة أيام والذهاب لمقاتلة الاحتلال في بلدكم"، في إشارة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال سكان في بغداد إن شاحنات تحمل مكبرات صوت جالت في حي الدورة في 25 و30 سبتمبر الماضي، وأطلقت تهديدات بالموت ضد الفلسطينيين.
وفي سياق متصل، أفادت تقارير المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن أكثر من 20 ألف فلسطيني تم تهجيرهم من العراق بسبب أعمال العنف التي استهدفتهم من قبل الجماعات الشيعية طيلة الفترة التي أعقبت أحداث تفجير سامراء قبل بضعة أشهر.
هنا نقول للسيد نصر الله: ألا يستحق إخوانك من فلسطين أن تناشد إخوانك في الجماعات الشيعية من خلال مؤتمر صحفي، تعلن فيه براءتك مما تقوم به هذه العصابات الشيعية من قتل وخطف وتهجير طائفي بحقهم، لا لجرم ارتكبوه إلا كونهم "سنة"، وتطالبهم بوقف مسلسل العدوان بحق الفلسطينيين.
ونذكر السيد أنه قد ألزم نفسه من خلال خطاباته أثناء الحرب الأخيرة، أنه وحزبه قدر هذه الأمة المقاوم عن حماها أمام العدوان الذي يتهددها. فنقول للسيد إن الفلسطينيين جزء من هذه الأمة التي انبريت للدفاع عنها والذود عن كرامتها كما تزعم في خطاباتك الرنانة أثناء الحرب لحشد عواطف العالم الإسلامي وقد حصل لك ذلك.
لا نريد منك أن تطالب بكف العدوان عن سنة العراق، فهذا قد يئسنا منه، لأن الأمر كما يبدو قد بيت بليل، في استهداف أهل السنة لتحقيق مخططات إيرانية مشبوهة, وإلا بماذا نفسر ذلك السكوت المطبق من قبلكم طيلة هذه السنوات ابتداء من موقفكم السلبي تجاه المقاومة العراقية السنية الباسلة وانتهاء بسكوتكم المريب على المجازر التي ترتكب بحق أهل السنة في العراق على أيدي المليشيات الشيعية الغالية، التي أزكمت رائحتها حتى أنوف الغزاة، لدرجة أن رايس اعتبرت العنف الطائفي هو الخطر الإستراتيجي الأكبر في العراق! ولم نسمع منكم حتى اللحظة أي إدانة واضحة لما يجري في ظل الحكومات الطائفية في ظل الاحتلال.
ولكن نطالب بنصرة الفلسطينيين الضيوف في العراق على أقل تقدير، باعتبار أن شرعية وشعبية مقاومتكم مستمدة من مواجهتكم للكيان الصهيوني في الجنوب اللبناني, وكثيراً ما ترددون أنكم تحملون هم تحرير فلسطين ومد يد العون والمساعدة غير المحدودة للفلسطينيين وقضيتهم الإسلامية.
وهل يعقل أن يكرم ضيافتهم النظام البائد على أحسن ما يكون! وتساء معاملتهم قتلا وتشريدا من قبل من يدعون أنهم من أتباع أهل البيت الأطهار! وهل يعقل أن يقال للفلسطينيين اللاجئين في العراق من الجماعات الشيعية "اذهبوا وقاوموا الاحتلال في بلادكم فلسطين"، وليس ثمة فرق بين احتلال واحتلال، والجميع يعرف أن رأس الأفعى إنما هي الولايات المتحدة الأمريكية، أي بمعنى آخر، إخوانك في الأحزاب الشيعية والمرجعية العليا من ورائهم، لا يرون الاحتلال الأمريكي "احتلالا" يستحق المقاومة، وهو ما يفسر لنا كل هذه المهادنة الشنيعة مع المحتل والتناغم المستمر على كل ما يرتكب من جرائم بشعة بحق العراقيين.
نأمل أن يستجيب السيد أمين عام حزب الله، ويعلن موقفه من هذا الإجرام، عبر مؤتمر صحفي
منقول من مجلة العصر