أن أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته توقيفية، والتوقيفي: ما توقف إثباته أو نفيه على الكتاب والسنة (الصحيحة) بحيث لا يجوز إثباته أو نفيه إلا بدليل منها، فليس للعقل في ذلك مجال، لأنه شئ وراء ذلك.
- كل اسم من اسماء الله سبحانه وتعالى يتضمن صفة وليس العكس، أي أن الصفات أشمل من الأسماء فمن صفاته سبحانه وتعالى أنه ينزل في الثلث الأخير من الليل ولا يسمى (نازل) ومن صفاته المكر بالكفار فلا يقال (ماكر) لأنها من الصفات المقيدة فعند الإطلاق تحتمل المدح والذم وأسمائه سبحانه وتعالى لا تتضمن ذماً أو نقصاً بأي وجه من الوجوه .
- أن أسماء الله غير محصورة بعدد معين، لقوله عليه الصلاة والسلام في الدعاء المأثور: " اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ..."الحديث ، والجمع بين هذا وبين الحديث المشهور" إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة "، فلا ينافي أن يكون له أسماء أخرى غيرها، ونظير ذلك كما ذكره العلامة ابن عثيمين: أن تقول: "عندي خمسون درعاً أعددتها للجهاد فلا ينافي أن يكون عندك دروع أخرى" لكن هذه اختصها للجهاد والأسماء التسعة وتسعين اختصها الله بأن من أحصاها دخل الجنة، ومعنى احصاء أسماء الله: أن تعرف لفظها ومعناها وتتعبد لله بمقتضاها.
وبعد، فهذه بعض الأسماء المنتشرة على ألسنة العوام والتي يظنونها -جهلاً- من أسماء الله سبحانه وتعالى، أحببت أن أنبهكم إليها:
1- الدهر
:
ليست اسماً من أسماء الله تعالى ، ومن زعم ذلك فقد أخطأ ، وذلك لسببين ،
السبب الأول :- أن أسماءه سبحانه وتعالى حُسنى :- أي بالغة في الحسن أكمله ، فلابد أن تشتمل على وصف ومعنى هو أحسن ما يكون من الأوصاف والمعاني في دلالة هذه الكلمة ، ولهذا لا نجد في أسماء الله تعالى اسماً جامداً ، والدهر :- اسم جامد لا يحمل معنى إلا أنه اسم للأوقات .
والسبب الثاني :- إن سياق الحديث الذي ورد فيه اسم الدهر يأبى ذلك ، والحديث هو قوله - صلى الله عليه وسلم - ( قال الله تعالى :- ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلِّب الليل والنهار ) متفق عليه ، فالليل والنهار هما الدهر ، فكيف يمكن أن يكون المُقلَّب هو المُقلِّب !! وأما قوله : ( وأنا الدهر ) أي مدبر الدهر ومُصرِّفه كما قال تعالى (وتلك الأيام نداولها بين الناس ) سورة آل عمران الآية 140 ، ولا يقال بأن الله نفسه هو الدهر ، ومن قال ذلك فقد جعل المخلوق خالقاً ، ونلاحظ في الحديث أن في الكلام محذوف ( وأنا الدهر ) وتقديره : وأنا أقلب الدهر ، لأنه فسَّره بقوله ( أقلب الليل والنهار ) ولأن العقل لا يمكن أن يجعل الخالق الفاعل هو الخلوق .
2:- الحارث
:
ليس من أسماء الله تعالى ، ولم يرد فيها شيء.
3:- ومن ذلك :- الباقي - الآتي - الآخذ - الأبد - الناظر - السامع - القائم - الفعّال - الفالق - المخرج - الأزلي - الباطش - الجائي - التام - الجوهر - الحنّان - الدائم - الدليل - [color:ad2c=red:ad2c]الرشيد . فكل تلك الأسماء لم تثبت أنها من أسماء الله تعالى التي يُسمَّى بها سبحانه ..
4:- الساتر ـ السّـتَّار
:
اسمان مشهوران على ألسنة الناس ، ولم يردا في الكتب الصحيحة ، ولم يثبت فيهما نص . وقد كثر التسمي بعبد الستّار عند الناس ، كما أنه اشتهر على الألسنة قول : يا ساتر او ياستار عند رؤية ما يُفزع . وعليه فإن التسمي بعبد الساتر أو بعبد الستار فيه نظر . إنما يُقال يا ستِّير لما أخرجه أبو داود والنسائي والبيهقي وأحمد عن يعلى بن أمية مرفوعاً " إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر " وهو صحيح .
5:- ومن ذلك أسماء :- الشيء - الموجود - الذات . فلا يقال الله تعالى :- يا( موجود) ولا يا ( شيء ) أو يا ( ذات ) فهذه ليست من أسماء الله تعالى .
6:- الصاحب :-ليس من أسماء الله تعالى وقوله صلى الله عليه وسلم ( اللهم أنت الصاحب في السفر ....) إنما هو إخبار ، لأنه قيَّده بقوله :- " الصاحب في السفر " .
7:- الصانع - الطالب - العاطي - الضَّار - النافع . كل هذه الأسماء لم يرد بها نص .
ملاحظة: بهذا يُعلم كذب داروين المنتدى حين ادعى أن من أسماء الله: الضار في موضوعه (مرض Tourette يطرح سؤالاً للدين)ولم أجد من الإخوة من ردها عليه فوجب التنبيه.
8:- العارف :- ليس من أسماء الله تعالى ، ولا يوصف به - ايضاً - سبحانه ، لأن المعرفة تفيد الظن بخلاف العلم الذي يفيد الجزم ، فلا يُقال بأنه عارف ، بل من أسمائه تعالى العليم ومن صفته العلم .
9:- العالم :- قال الشيخ سليمان بن عبدالله :- " إنه ليس من الأسماء ، لأنه لم يرد فيه شيء من الأحاديث .. لأن الأسماء توقيفية " . "تيسير العزيز الحميد ص655 " وأقره الشيخ بكر أبو زيد في المعجم المناهي للشيخ بكر أبو زيد 211 .
10 :- العال :-ليس من أسماء الله تعالى ، قال الشيخ بكر أبو زيد في المعجم ص 228 : " أسماء الله تعالى توقيفيه ، وليس منها العال ..." واسمه سبحانه ( المتعال ) وليس ( العال) قال تعالى : ( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ) سورة الرعد الأيه 9
م.ن.ق.و.ل
[/center]