قال الإمام الطبري (ج 23 / ص 586)
في قوله (قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ) ما يقطف من الجنة من ثمارها دانٍ قريب من قاطفه.
وذُكر أن الذي يريد ثمرها يتناوله كيف شاء قائما وقاعدا، لا يمنعه منه بُعد، ولا يحول بينه وبينه شوك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل:
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول في هذه الآية( قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ) قال: يتناول الرجل من فواكهها وهو نائم.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ) : دنت فلا يردّ أيديهم عنها بعد ولا شوك.
قال الإمام الشوكاني في تفسيره (ج5:ص284)
{ قطوفها دانية } القطوف: جمع ،القِطف: بكسر القاف ما قطف ما يقطف من الثمار
والقَطف: بالفتح المصدر
والقطاف: بالفتح والكسر وقت القطف
والمعنى: أن ثمارها قريبة ممن يتناولها من قائم أو قاعد أو مضطجع.
قال الإمام الماوردي في النكت والعيون (ج 4 / ص 318)
{ قطوفها دانيةٌ } يحتمل وجهين :
أحدهما : دانية من الأيدي يتناولها القائم والقاعد .
الثاني : دانية الإدراك لا يتأخر حملها ولا نضجها .
قال الإمام السعدي في تفسيره (ج 1 / ص 921)
{ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } أي: كثيرة الفواكه اللذيذة، المثمرة بالثمار الحسنة، السهلة التناول، بحيث ينالونها على أي: حال كانوا، لا يحتاجون أن يصعدوا شجرة، أو يستعصي عليهم منها ثمرة.
رزقني الله وإياكم ووالدينا وأحبابنا جنة عالية قطوفها دانية
__________________