اللهم ءامين
فالله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده
فللتوبة عنده - عز وجل - منزلة ليست لغيرها من الطاعات؛ ولهذا يفرح - سبحانه - بتوبة عبده حين يتوب إليه أعظم فرح يُقَدَّر كما مَثَّله النبي - صلى الله عليه وسلم - بفرح الواجد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض الدَّويَّة المهلكة بعدما فقدها وأيس من أسباب الحياة.
قال - صلى الله عليه وسلم -: " لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومةً، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله.
قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومةً، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده " .
قال ابن القيم - رحمه الله - تعليقاً على هذا الحديث: " ولم يجىء هذا الفرح في شيء من الطاعات سوى التوبة، ومعلوم أن لهذا الفرح تأثيراً عظيماً في حال التائب وقلبِه، ومزيدُه لا يُعبَّر عنه.
وهو من أسرار تقدير الذنوب على العباد؛ فإن العبد ينال بالتوبة درجة المحبوبية، فيصير حبيباً لله؛ فإن الله يحب التوابين، ويحب العبد المفتن التواب " .
وجزاكِ الله خيراً وبارك الله فيكِ يا نـــــــــور