السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه بداية برنامجنا في هذا المنتدي لطلب العلم الشرعي و سنبدأ في التوحيد برسالة الثلاثة أصول لسلاستها و سهولتها
واليوم الحلقة الأولى و هي بمثابة مقدمة و أنبه أنني أعتمد بشكل كبير على شرح الشيخ صالح آل شيخ حفظه الله
قال المؤلف ((الشيخ محمد بن عبد الوهاب))رحمه الله:-
بسم الله الرحمن الرحيم.
اعلمْ -رحمكَ اللهُ- أَنَّهُ يجبُ علينَا تَعَلُّمُ أربعِ مسائلَ؛ الأُولى: العِلْمُ؛ وهوَ معرفةُ اللهِ، ومعرفةُ نبيِّهِ، ومعرفةُ دينِ الإسلامِ بالأدلةِ. الثانيةُ: العملُ بهِ. الثالثةُ: الدعوةُ إليهِ. الرابعةُ: الصبرُ علَى الأَذى فيهِ.
والدليلُ قولُه تعالَى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَالْعَصْرِ*(1)إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ*(2)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)﴾[العصر]، قالَ الشافعيُّ رحمَهُ اللهُ تعالَى: لوْ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إلاَّ هذِه السُّورَةَ لَكَفَتْهُمْ.
وقال البخاريُّ رحمَهُ اللهُ تعالى: بابٌ العلمُ قبلَ القولِ والعملِ والدليلُ قولُه تعالَى ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾[محمد:19]، فبدأَ بالعلمِ قبلَ القولِ والعملِ
*بدأالمؤلف الرسالة بالبسملة اقتداء بكتاب الله عز و جل و بكتب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الملوك و الأمراء
وتقديرها باسم الله أبدأ
-الفارق بين الرحمن و الرحيم فيها أقوال أشهرها رحيم رحمة خاصة بالمؤمنين و رحمن رحمة عامة تشمل المسلمين و الكافرين و قيل أن الرحمن صفة ذات ((أي المتصف ذاتيا بالرحمة حتى من قبل أن يرحم الخلق)) و الرحيم صفة فعلية((أي رحمة خاصة إذا شاء رحم بها و اذا شاء لم يرحم
(اعلمْ -رحمكَ اللهُ-), أو (اعلم رحمني الله وإياك) وهذا فيه التلطف، وفيه تنبيه إلى أن مبنى هذا العلم على التلطف، وعلى الرحمة بالمتعلمين, لأنه دعا له بالرحمة, وكان العلماء يَروُون ويُروُّون لمن بعدهم فيمن طلب الإجازة في الحديث, رواية حديث «الراحمون يرحمهم الرحمان»، وهذا الحديث هو المعروف عند أهل العلم بالحديث بالمسلسل بالأولية لما؟ لأن كل راو يقول لمن بعده "وهو أول حديث سمعته منه"فعلماء الحديث يروون هذا الحديث لتلامذتهم ويكون أول حديث فيما يروون ألا وهو حديث «الراحمون يرحمهم الرحمان» ففي الإجازات ترى أن كل شيخ يقول عن شيخه حدثني فلان وهو أول حديث سمعته منه، قال حدثني شيخي فلان وهو أول حديث سمعته منه، إلى أن يصل إلى منتهاه قال الرسول صلى الله عليه وسلم «الراحمون يرحمهم الرحمان، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، قال العلماء سبب ذلك أن مبنى هذا العلم الرحمة، ونتيجته الرحمة في الدنيا، وغايته الرحمة في الآخرة، لهذا الشيخ رحمه الله نبه على ذلك تنبيها لطيفا دقيقا حيث قال (اعلمْ
قال الشيخ:- يجبُ علينَا تَعَلُّمُ أربعِ مسائلَ؛ الأُولى: العِلْمُ؛ وهوَ معرفةُ اللهِ، ومعرفةُ نبيِّهِ، ومعرفةُ دينِ الإسلامِ بالأدلةِ. الثانيةُ: العملُ بهِ. الثالثةُ: الدعوةُ إليهِ. الرابعةُ: الصبرُ علَى الأَذى فيهِ.
الوجوب هنا هل هو هو عيني أم كفائي؟؟الظاهر أنه يشملهما فمعرفة الله و رسوله واجب عيني لا ينفع فيه التقليد أما الدعوة إليه فهي واجب كفائي على الراجح
قال الشيخ:-الأُولى: العِلْمُ؛ وهوَ معرفةُ اللهِ، ومعرفةُ نبيِّهِ، ومعرفةُ دينِ الإسلامِ بالأدلةِ
أجمل الشيخ هذه المسألة وسيأتي تفصيلها فيما بعد
قال الشيخ :-لثانيةُ: العملُ بهِ.
و الأصل في تعلم العلم تعلمه لكي نعمل به و العمل بما نعلم منه مايكفر تاركه ومنه ما يأثم تاركه ومنه ما تركه مكروه أو خلاف الأولى
فما تركه كفر كالشهادتين و على قول الحنابلة و الظاهرية واسحق بن راهويه الصلاة فمن علم بالتوحيد و لم يقل الشهادتين ما نفعه علمه و ما يأثم تاركه كان يعلم أن الخمر حرام فيشربها
وما تركه خلاف الأولى كأن يعلم سنة مستحبة أو هيئة كان يصلي بها النبي صلى الله عليه و سلم ثم يخالفهافيكون تركه العمل بما علم خلاف
الأولى
قال الشيخ: الثالثةُ: الدعوةُ إليهِ
بعد ان علم و عمل فعليه أن يقوم بالدعوة لما علم و الدعوة قد تكون بالمقال أو الفعال فالإمتثال بالفعل دعوة
و الدعوة فرض كفاية قال تعالى ((ولتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ويدعون إلى الخير))ومن للتبعيض
وتكون فرض عين في حق كل الشخص إذا لم يقم به من يكفي
وهناك شروط للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر:-وهي
1-أن يكون الداعي عالما (العلم=المعرفة بدليل)) بأن ما يأمر به معروفا و ما ينهى عنه منكرا
2-أن يكون المنكر المنهي عنه غير مختلف في كونه منكرا اختلافا سائغا
3-أن لا يؤديا إلى مفاسد أكبر من المنكر نفسه فمثلا من رأى شخصا يدخن ويغلب على ظنه أنه لو نهاه عن ذلك أنه سيسب الدين مثلا فلا يجوز أن تنهاه
4-على الداعي أن يكون رفيقا قال صلى الله عليه و سلم ((ما دخل الرفق في شئ إلا زانه و ما خرج من شئ إلا شانه))
قال الشيخ المسألة الرابعة الصبر على الأذى فيه:
بعد الدعوة الواجب الرابع أن يتعلم الداعية، الذي علم، ثم عمل ثم دعا، أنه يجب عليه أن يصبر: لأن سنة الله جل وعلا في خلقه لم يجعل القبول حاصلا للنبيين والمرسلين الذين هم أفضل الخلق وأعلاهم درجة، لم يجعل القبول لهم، وإنما عورضوا، و أوذوا، وحصل لهم ما حصل، فالداعية يحتاج إلى أن يصبر كما صبر المرسلون, بل إن النبي عليه الصلاة والسلام, أُمر بأن يحتذي حذو الصابرين بقول الله جل وعلا ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ﴾[الأحقاف:35]، فالصبر, الصبر في غاية المهمات لمن علِم، فعمل، فدعا، يحتاج إلى أن يصبر، فإن لم يصبر، كان من الذين يستخفهم الذين لا يوقنون، قال جل وعلا﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾[الروم:60]؛ قد حذر النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه من العجلة قال: «ولكنكم قوم تستعجلونو الصبر أنواع صبر على الطاعة و صبر على المعصية و صبر على الإبتلاء
قالل الشيخ:
والدليلُ قولُه تعالَى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَالْعَصْرِ*(1)إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ*(2)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)﴾[العصر]، قالَ الشافعيُّ رحمَهُ اللهُ تعالَى: لوْ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إلاَّ هذِه السُّورَةَ لَكَفَتْهُمْ.
أكد الله عز وجل أن أصل الإنسان في خسارة عظيمة إلا من أتى بتلك الأصول بثلاثة مؤكدات القسم وإن و اللام
قال الشيخ :
وقال البخاريُّ رحمَهُ اللهُ تعالى: بابٌ العلمُ قبلَ القولِ والعملِ والدليلُ قولُه تعالَى ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾[محمد:19]، فبدأَ بالعلمِ قبلَ القولِ والعملِ
قال الشاعر:
والجهلُ داء قاتلٌ وشفـــاؤه
أمران في التركيب متفقـانِ
[نص من القرآن أو من سنـة
وطبيب ذاك العالم الربانـي
فالعلم مقدم لأنه من عمل بغير علم ضل و ربما أضل غيره وهل من عمل بجهل و أخطأ يعذر ؟ العبرة في قدرته على بلوغ هذا العلم فمن قدر أن يتعلم الزكاه مثلا و اهمل ثم أخرجها بشكل خاطئ فلا عذر له أما من لم يمكنه بلوغ العلم فيعذر
و العلم ينقسم إلى فروض أعيان و فروض كفايات فالعلم بأصول التوحيد و العقائد الأساسية و بما يلزم لتصح به العبادات((الصلاة-الصوم...))فرض عين على كل مسلم
و العلم الإضافي كالعلم بفقه البيوع مثلا أو بمصطلح الحديث أو غيره هو فرض كفاية ولكن من عمل مثلا في البيع و الشراء ففرض عين عليه أن يتعلم فقه البيوع أو على الأقل يتعلم كل معاملة و حكمها قبل أن يتعامل بها و كذلك من يقبل على الزواج واجب عليه تعلم فقه النكاح
**************************************************
انتهى بذلك الدرس الأول من الثلاثة أصول و هو كما قلنا بمثابة مقدمة و أرجو من الأخوة و الأخوات أن يثروا هذا الموضوع بالمناقشات أو الإستفسارات.