بعد 7 دقائق من بدء فقراتها
أحمد كان يتحدث الإنجليزية والإيطالية والفرنسية بطلاقة وكان من أفضل الطبالين فى مصر
ـ
روت لنا تفاصيل وفاة طبال فرقتها بعد 7 دقائق من بدء فقراتها ..
دينا .. ابتسم لى ثم وقع على الكرسى فجأة والناس لازم تأخذ عظة !
مناضد متراصة ، إضاءة خافته موسيقى تطرب ، أشخاصا قرروا الاستمتاع بوقتهم بعد منتصف الليل فى أحد الفنادق المطلة على النيل ، الراقصة دينا تصعد على المسرح مرتدية بدلة الرقص وبصحبتها فرقتها الموسيقية كاملة ، كل يجلس فى مكانه تصفيق حاد من الجمهور تبدأ دينا وصلتها فى الثانية فجراً يوم الأحد الماضى وبعد سبع دقائق فقط ماتت الابتسامات وسكتت الموسيقى وتوقفت الألعاب الضوئية
والكل يسأل : الطبال جرا له إيه ؟
كان هذا هو المشهد الأخير فى حياة الطبال الشهير " أحمد أبو السعود " شقيق الملحن ونقيب الموسيقين حسن أبو السعود ، وعلى الفور أغلقت ستائر المسرح وجريت دينا إلى غرفتها لتخلع بدلة رقصها وترتدى بنطلونها الجينز والتى شيرت وتصطحب الطبال إلى مستشفى قصر العينى الفرنساوى فى محاولة لإسعافه بعد أن اتصلوا بالإسعاف ثلاث مرات ومات أحمد بعد نقله إلى المستشفى بعد فشل الإطباء فى إنقاذه .
دينا روت لنا تفاصيل ما حدث بدقة وبصوت يكسوه الحزن قالت : أحمد يبلغ من العمر 45 سنة ولدية ثلاثة أطفال ولدان وبنت الطفل الأكبر فى الصف الأول الثانوى والمتوسط فى الصف الأول الإعدادى أما الطفلة فعمرها عام واحد وهو يعمل معى منذ أن بدأت ..
وتدرج فى الفرقة من طبال ثالث إلى ثانى حتى أصبح الطبال الأول ، ويوم وفاته عملت معه سبع دقائق فقط بعدها فوجئت به يسقط من فوق كرسيه فتوقعت فى البداية أن يكون مصابا بغيبوبة سكر لكن وفجأة تسمر الجميع " كلنا اتخضينا " وفوجئنا بأحد الساهرين من رواد الفندق يأتى إلينا وتبينا بعد ذلك أنه طبيب سعودى وقام بعمل تدليك له على منطقة الصدر والقلب ثم نقلناه على الفور إلى المستشفى .
وكان بصحبتى كل أعضاء الفرقة أضافة إلى المنتج أحمد السبكى والسيناريست أحمد عبد الله وسعد الصغير والمخرج أشرف فايق وكانوا ينتظرون "ريكو" الذى كان سيبدأ فقرته بعد انتهائى من فقرتى فأتوا معى إلى المستشفى ودخل ريكو إلى القاعة وعندما عرف أجهش بالبكاء وذهب على الفور إلى قصر العيني ورفض الغناء وكلنا قد سبقناه إلى هناك وفى المستشفى لم أكن أعرف ماذا أفعل هل تحدث إلى أهله ... بالفعل عزمت أن أفعل ذلك ثم تراجعت ثم اتصلت على الفور بشقيقه حسن أبو السعود وقلت له " أحمد تعبان شوية " فقل لى إنه فى بورسعيد وسيأتى على الفور " مسافة السكة " وبالفعل أتى حسن ليرى شقيقه ويطمئن عليه فوجده بين يدى الله ثم جاءت بعد ذلك والدته وزوجته وكان مشهداً مؤلما للجميع حتى إن حسن أبو السعود تعبان ومنهار وقدماه تنزفان من ارتفاع نسبة السكر لدية بسبب الحزن .
وتضيف دينا : قبل أن يتوفى أحمد بثوان جاءت عينى فى عينه وابتسم لى وابتسمت له لأجده فيما بعد ملقى على الأرض وشعرت وقتها أن كل شئ موجود فقد معناه وصرت أصرخ فى الجميع مفيهوش حاجة .. إبعدوا عنه .. اغلقوا الستارة وبصراحة .. لم أتوقع أن أعود به جسداً بلا روح لأجد نفسى فى هذا الموقف للمرة الثالثة بعد وفاة والدى و زوجى .. بعدها مباشرة صرت أسخر من الدنيا من المتنازعين والمتحاربين على المناصب والأموال شخص بكامل عافيته مات دون مقدمات والناس لازم تتعظ .
بقى أن نذكر أن أحمد كان يتحدث الإنجليزية والإيطالية والفرنسية بطلاقة وكان من أفضل الطبالين فى مصر وكان يتمتع بصحة جيدة نظراً لأن مهنة الطبال تحتاج إلى صحة سليمة وكان زملائه فى الفرقة يطلقون عليه اسم البرنس نظراً لشياكته المنقطعة النظير ورغم عصبيته وصوته العالى فضل أحمد أن يترك الحياة .. وأن يموت فى صمت .
تحرير : محمد مسعود
نقلاً عن جريدة صوت الأمة - 18 سبتمبر 2006 م - 25 من شعبان 1427 هـ
__________________
000000000000000000000000000000000000000000000000
السؤال الان كيف تستطيع دينا ان ترقص بعد هذا المشهد
كفى بالموت واعظا000انه يأتى بغته