واسأل بطون النـحل كيف تقاطرت شهداً وقل للشهد من حلاّكا
بل سائل اللبن المصفى كان بين دمٍ وفرثٍ من الذي صـــفّاكا
وإذا رأيت الحي يخرج من حنا يا ميت فاسأله من يا حي قد أحياكا
قل للنبات يجف بعد تعهدٍ ورعايةٍ من بالجـــــــفافِ رماكا
وإذا رأيت النبت في الصــــحراء يربو وحده فاسأله من أرباك
وإذا رأيت البدر يسري ناشراً أنواره فاسأله من أسراكـــــــا
واسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد كل شيء ما الذي أدناكــــا
قل للمرير من الثمار من الذي بالمر من دون الثمارغذاكــــــا
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى فاسأله من يا نخل شق نواكــــا
وإذا رأيت النار شب لهيبها فاسأل لهيب النـــــــار من أوراكـــــا
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحاً قمم السحاب فسله من أرساكا؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال جرى فسله؟ من الذي أجراكا؟
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج طغى فسله: من الذي أطغاكا؟
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا فاسأله: من يا ليل حاك دجاكا؟
وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحياً فاسأله: من يا صبح صاغ ضحاكا؟
هذي عجائب طالما أخذت بها عيناك وانفتحت بها أذناكا!
والله في كل العجائب ماثل إن لم تكن لتراه فهو يراكا؟
يا أيها الإنسان مهلا ما الذي بالله جل جلاله أغراكا؟
الله مَازَكَ(*) دون سائر خلقه وبنعمة العقل البصير حباكـا
أفإن هداك بعلمه لعجيبة تزور عنه وينثني عطفــاكـا
كل العجائب صنعة العقل الذي هو صنعة الله الذي سواكا
والعقل ليس بمدرك شيئا إذا ما الله لم يكتب له الإدراكـا
ستجيب ما في الكون من آياته عجبٌ عجابٌ لوترى عيناكا
ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً وليس لواحد إلاكا
يا منبت الأزهار عاطرة الشذىما خاب يوماً من دعا ورجاكا
يا مجري النهار عاذبة الندىما خاب يوماً من دعا ورجاكا