أنقرة، تركيا (CNN)-- أعلن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، ترحيب أنقرة بانسحاب القوات الأمريكية من العراق عبر الأراضي التركية، إذا ما طلبت واشنطن تصريحاً بذلك، بعد يوم من إعلان وزير خارجيته، علي باباجان، أنه يستبعد انسحاباً أمريكياً كاملاً من العراق بنهاية العام 2011.ولكن رئيس الحكومة التركية، الذي كان يتحدث عبر مترجم في مقابلة حصرية مع CNN في المقر الرئيسي لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالعاصمة أنقرة السبت، قال إنه لم يتسلم حتى اللحظة أي طلبات رسمية من الجانب الأمريكي، بشأن استخدام الأراضي التركية في سحب القوات من العراق.
وقال أردوغان: "بالنظر إلى عملية إحلال القوات والجنود، فإننا يمكننا التحرك بإيجابية في هذه القضية"، رغم أن البرلمان التركي، الذي يحتل حزب العدالة والتنمية غالبية مقاعده، كان قد اتخذ قراراً في وقت سابق، بعدم السماح للقوات الأمريكية باستخدام أراضي تركيا في غزو العراق في العام 2003.
وقد أثار هذا القرار استياءً لدى إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، حيث اضطرت وزارة الدفاع "البنتاغون" إلى تعديل خططها، التي كانت تتضمن فتح جبهة شمالية من تركيا، ليتركز الغزو على القوات المتواجدة في الكويت، التي كانت تمثل الجبهة الجنوبية للحرب على نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وخلال مقابلته مع CNN رحّب أردوغان بالنهج الذي يتبعه الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما، منذ توليه الرئاسة في يناير/ كانون الثاني الماضي، قائلاً: "إن خطوته نحو إغلاق معتقل خليج غوانتانامو لقيت ترحيباً كبيراً من جانب تركيا"، مشيراً إلى أنه يرحب أيضاً برسالة أوباما الأخيرة إلى إيران، بمناسبة العام الفارسي الجيد.
تزامنت تصريحات رئيس الحكومة التركية، التي جاءت خلال المقابلة، مع تصريحات أدلى بها وزير الخارجية، علي باباجان، أعرب فيها عن توقعاته بأن تخفض الولايات المتحدة قواتها في العراق في غضون عامين، واستبعد أن يقوم الجيش الأمريكي بالانسحاب بشكل كامل خلال هذه الفترة.
وقال باباجان في مقابلة مع محطة "إيه تي في" التركية السبت، إن عدد القوات الأمريكية في العراق قد يتم تخفيضه إلى "أدنى مستوى"، بحسب وصفه، إلا أنه شكك في أن ينتهي الوجود العسكري الأمريكي مع أواخر عام 2011، مشيراً إلى أن توقعاته تستند إلى "تقارير استخباراتية أجنبية.
ومن المتوقع أن يحل الرئيس الأمريكي ضيفاً على رئيس الوزراء التركي الشهر المقبل، خلال الزيارة التي يعتزم أوباما القيام بها إلى أنقرة لمدة يومين.