سبحان الله . . ما أعجب تلك النفس البشرية،
قد وضُعت لها كافة اللوحات الإرشاد المؤدية بها إلى طريق السلامة دون لبسٍ
إو إيهامٍ، وانهمرت عليها الآيات والأحاديث مبيّنة ما فيه خير الأنام، إلا
أن النفس البشرية بما فيها من جهالة تأبى إلا أن تعاين بنفسها ما تم
تحذيرها منه،فكانت العاقبة هي الضياع والشعور بتخلي العناية الربانية
عنها، إذ كيف يلتمس لها العذر بعدما عاينت ببصرها النور فأبت إلا المضي في
الظلام،كالذي يعلم ان في هذا الطريق حفرة فأبى أن يمشي من الطريق الأخر وقال أريد أن أجرب الوقوع في الحفرة . فاللهم عفواً منك ثم عذراً فقد تمت المفاصلة في نفسي بين طرق
النجاة والهلاك، فعاملني اللهم بما أنت أهله ولا تعاملني بما أنا أهله، إنك
أهل التقوى وأهل المغفرة واغفرلي برحمتك يا أرحم الراحمين.