طـــلب الـــعــــلا ...!
لسلطان الشمري:
---------------------------
قطعت حبالك بعد وصلٍ زينـبُ...والدهر لـم يفتـأ بنـا يتقلـبُ
وكذك من وصَل الحسان فإنـه...سيجر أذيال الخسـار ويسحـب
تبـاً لمـن لـم يعتبـر بشبابـه...وثنته عن طلب الرفيعة زينـبُ
شتـان بيـن متـيـم لاهٍ لِـمـا...قـد أوعدتـه صبيـة يترقـب
ومن انبرى للعلم يحفـظ متنـه...ويجد في طلب العلـوم ويتعـب
هــذا وإن زمانـنـا متـأكـدٌ..فيـه الربـاط فنـاره تتلـهـب
إذ أن أهل الزيغ قد لبسـوا لنـا...ثوب الصلاح مزخرفاً يتذهـب
والناس أكثرهم على ثقـة بهـم...إذ لم يروا منهم سوى ماجربـوا
يعطون من طرف اللسان حلاوة...والحقد خافٍ في الضمير مغيب
ولذاك فاجهد كي تبيـن زيفهـم...بالعلـم لا بسفاسـف تتقـلـب
واحفظ كتاب الله حفـظَ مجـود...فيه بدايـة مـا تريـد وتطلـب
وهو الأساس لكل مسألة ومـن...قد ضيع القرآن مـاذا يكسـب؟
قلي بربـك هـل رأيـت بنايـة...من غير ما أسس تقام وتنصـب
وعليك ضبط عقيدة السلف التي...في ظلها قد صاحبـوا وتجنبـوا
حتى توالي من لمنهجها دعـى...وتذم أهل المحدثـات وتغضـب
ولكم رأينا مـن تخبـط دونهـا...متذبذبـا ولكـل قـوم يصحـب
وتراه يمدح كل صاحب بدعـة...متجاهلا ولكـل قـول يذهـب
وإذا سألت عن العقيـدة راغبـا...كتب الأئمة فلتسل مـن جربـوا
فاللالكائيُّ المجـود قـد عنـى...ببيانها وهـو الإمـام الأنجـب
والبربهـاري انبـرى لبيانـهـا...والعكبري لـه الإبانـة تنسـب
وكتاب توحيـد لشيـخ زمانـه...وهو ابن مندةَ سَفْـره يُستعـذب
هـذا وصنـف مثلـه متفنـنـا...شيخ الجزيرة والإمـام الأهيـب
ومجدد الديـن الحنيـف محمـد...وهو التميمي الشجاع الأطيـب
وأقام دعوته على نهـم الأولـى...ساروا علـى سلفيـة لا تغلـب
واقرأ لشيخ الدين أحمد والـذي...قمع الأراذل بالأدلـة يضـرب
قمع الفلاسفـة الذيـن تمنطقـوا...والأشعرية عـن لقـاه تهربـوا
والزائغين سعى لكشف عيوبهـم...في كل صقع شرّقوا أو غرّبـوا
واقرأ فتاواه التي قـد أعجـزت...واعجب فما تنفك ممـا تعجـب
إن قلتَ أتقن كل فـن لـم تكـن...أنصفته فيمـا تظـن وتحسـب
جبل العلـوم وشيخنـا وإمامنـا...ركن العقيدة ليـس ذا يستغـرب
وعليك بالتفسير عن أهل التقـى...وهم الذين على الكتـاب تأدبـوا
وإمام تفسير الكتاب أبـو الفـدا...متثبـتٌ وعـن الأئمـة يكتـب
وينابذ الـرأي السقيـم متابعـاً...أثر الصحابة ليس عنهم يرغـبُ
ولتكتسب علـم الحديـث فإنـه...خير العلوم وركنهـن الأصلـب
وهو المفسر للكتـاب وشـارحٌ...للمجملات من الكتـاب مقـرِّب
شرف وتاج فوق رأسك حينمـا...يتساءل الجهـال أيـن الأنسـب
بل إن أصحاب الحديث وأهلـه...ناجون إن جاء المقام الأصعـب
أحيى الإله بهـم قتيـل غوايـة...قمعوا الذين عن الصراط تنكبوا
فـإذا أردت صحيحـه فلمسلـم...بل للبخاريِّ الصحيحُ الأعجـب
هذان قد قبل الأئمـة مـا أتـوا...وسواهما قـد نقحـوه وهذبـوا
هذا وإن أتقنت ذاك فـرغ إلـى...فقه الفـروع ففهمهـا متوجـب
وإبدأ بمختصـر وحفـظ دليلـه...ثم انتقل لشروح من قد أطنبـوا
وإذا تبيـن أن غيـر إمامـنـا...قال الصواب وللأدلـة أقـرب
فالزمه واحذر أن تقـول دليلنـا...ماقـال مالـك أو رآه المذهـب
وارجع إلى القاموس عند تلعثـم...أو للمعاجم إذ إليهـا المهـرب
واحذر محاكاة الأعاجـم إنهـا...تعدي كما يعدي المعافى الأجربٌ
يا طالب العلم الـذي لا ينثنـي...فلتلزم الإخلاص فيمـا تطلـب
لا تطلب العلم الشريف لمنصب...من منصب الدنيا فبئس المطلـب
واحذر من العجب القبيح فإنـه...داء الملوك ولا يُحَبُّ المعجَـب
وإذا طلبت العلـم مفتخـرا بـه...ومماريا فإلى الجحيم ستسحـب
فافطن لذاك فإن فيـه مواعظـاً...واكسر هواك بكَسرة لا تُشعَـب
يـا رب عاملنـا بعفـوك إننـا...نغشى حماك ولا نتوب ونذنـب
فهب المسيء تفضـلاً وتكرمـا...للمحسنين فخاسر مـن تحجـب