بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------
لاشك أن الناس يتفاوتون في أمنياتهم
للحظة الخاتمة وما من شك أن هذا
>>الاختلاف ما هو إلا انعكاس لأحلام حياتهم كلها فتعالوا بنا نتأمل كيف
>>تمنى الآخرون خاتمتهم:
>>
>>
>>
>>** لما نزل الموت بالعابد الزاهد عبد الله بن إدريس اشتد عليه الكرب
>>فلما اخذ يشهق بكت ابنته
>>
>>فقال : يا بنيتي لا تبكي فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف
>>ختمة .. كلها لأجل هذا المصرع ..
>>** وها هو هارون الرشيد لما حضرته الوفاة وعاين السكرات صاح بقواده
>>وحجابه :
>>
>>اجمعوا جيوشي فجاؤوا بهم بسيوفهم ودروعهم لا يكاد يحصي عددهم إلا الله
>>كلهم تحت قيادته وأمره فلما رآهم .. بكى ثم
>>قال :
>>
>>يا من لا يزول ملكه .. ارحم من قد زال ملكه ..ثم لم يزل يبكي حتى مات
>>..
>>** أما عبد الملك بن مروان فإنه لما نزل به الموت جعل يتغشاه الكرب
>>ويضيق عليه النفس فأمر بنوافذ غرفته ففتحت فالتفت فرأى غسالاً فقيراً
>>في دكانه .. فبكى عبد الملك ثم قال : يا ليتني كنت غسالاً .. يا ليتني
>>كنت نجاراً .. يا ليتني كنت حمالاً .. يا ليتني لم ألِ من أمر
>>المؤمنين شيئاً .. ثم
>>مات ..
وهذا مشهد
من عصرنا الحديث[1]:
>>
>>** شاب أمريكى من أصل أسبانى ، دخل على إخواننا المسلمين فى إحدى
>>مساجد نيويورك في مدينة 'بروكلين' بعد صلاة الفجر وقال لهم أريد أن
>>أدخل فى الإسلام.
>>
>>قالوا : من أنت ؟
>>
>>قال دلوني ولا تسألوني.
>>
>>فاغتسل ونطق بالشهادة ، وعلموه الصلاة فصلى بخشوع نادر تعجب منه رواد
>>المسجد جميعاً.
>>
>>وفى اليوم الثالث خلى به أحد الإخوة المصلين واستخرج منه الكلام وقال
>>له: يا أخي بالله عليك ما حكايتك ؟
>>
>>قال: والله لقد نشأت نصرانياً وقد تعلق قلبى بالمسيح عليه السلام
>>ولكننى نظرت فى أحوال الناس
فرأيت الناس قد انصرفوا عن أخلاق المسيح
>>تماماً فبحثت عن الأديان وقرأت عنها فشرح الله صدرى للإسلام ، وقبل
>>الليلة التي دخلت عليكم فيها نمت بعد تفكير عميق وتأمل في البحث عن
>>الحق فجاءنى المسيح عليه السلام فى الرؤيا وأنا نائم وأشار لى بسبابته
>>هكذا كأنه يوجهني، وقال لي: كن محمدياً .
>>يقول : فخرجت أبحث عن مسجد فأرشدنى الله إلى هذا المسجد فدخلت
>>عليكم.
>>
>>بعد هذا الحديث القصير أَذَّنَ المؤذن لصلاة العشاء ودخل هذا الشاب
>>الصلاة مع المصلين ، وسجد فى الركعة الأولى ، وقام الإمام بعدها ولم
>>يقم أخونا المبارك بل ظل ساجداً لله فحركه من بجواره فسقط فوجدوا روحه
>قد فاضت إلى الله جل وعلا .
>> >>
>>** أخي في الله تأمل طويلا في هذه الخاتمة:
>>
>>وهذا زوج نجاه الله من الغرق في حادث الباخرة ' سالم اكسبريس ' يحكي
>>قصة زوجته التي غرقت في طريق العودة من رحلة الحج يقول: ' صرخ الجميع
>>[[ إن الباخرة تغرق ]] وصرخت فيها هيا اخرجي.
>>
>>فقالت : والله لن أخرج حتى ألبس حجابى كله
>>
>>فقال : هذا وقت حجاب !!! اخرجي!! فإننا سنهلك !!!.
>>
>>قالت : والله لن أخرج إلا وقد ارتديت حجابى بكامله فإن مت ألقى الله
>>على طاعة فلبست ثيابها وخرجت مع زوجها
>>
>>فلما تحقق الجميع من الغرق تعلقت به وقالت استحلفك بالله هل أنت راضٍ
>>عنى ؟
>>
>>فبكى الزوج.
>>
>>قالت هل أنت راضٍ عنى ؟
>>
>>فبكى.
>>
>>قالت أريد أن أسمعها.
>>
>>قال والله إني راضٍ عنك.
>>
>>فبكت المرأة الشابة وقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد
>>أن محمداً رسول الله ، وظلت تردد الشهادة حتى غرقت
>>
>>فبكى الزوج وهو يقول : أرجو من الله أن يجمعنا بها فى الآخرة فى جنات
>>النعيم .
>>**وهذه أيضا....
>>
>>وها هو رجل عاش أربعين سنة يؤذن للصلاة لا يبتغى إلا وجه الله ، وقبل
>>الموت مرض مرضاً شديداً فأقعده فى الفراش ، وأفقده النطق فعجز عن
>>الذهاب إلى المسجد ، فلما اشتد عليه المرض بكى ورأى المحيطون به على
>>وجهه أمارات الضيق وكأنه يخاطب نفسه قائلاً يارب أؤذن لك أربعين سنة
>>وأنت تعلم أني ما ابتغيت الأجر إلا منك، وأحرم من الأذان فى آخر لحظات
>>حياتي. ثم تتغير ملامح هذا الوجه إلى البشر والسرور ويقسم أبناؤه أنه
>>لما حان وقت الآذان وقف على فراشه واتجه للقبلة ورفع الآذان فى غرفته
>>وما إن وصل إلى آخر كلمات الآذان لا إله إلا الله خر ساقطاً على
>>الفراش فأسرع إليه بنوه فوجدوا روحه قد فاضت إلى مولاها
.
>>**وهذه أيضا....ختامها مسك:
>>
>>وهذا شيخنا المبارك عبد الحميد كشك رحمه الله يقبض فى يومٍ أحبه من كل
>>قلبه فى يوم الجمعة يغتسل ، ويلبس ثوبه الأبيض ، ويضع الطيب على بدنه
>>وثوبه ويصلى ركعتى الوضوء ، وفى الركعة الثانية وهو راكع يخر ساقطاً
>>فيسرع إليه أهله وأولاده ، فوجدوا أن روحه قد فاضت إلى الله جل فى
>>علاه.
>>
>>لقد أجرى الكريم عادته بكرمه أن من عاش على شىء مات عليه ومن مات على
>>شىء بعث عليه.
>> اللهم احسن خاتمتنا جميعا