يقول السائل : هل يجب على المسلم أن يلتزم جماعة معينة من الجماعات الدينية الموجودة حاليا ؟
الله المستعان ، قبل الإجابة على هذا السؤال ، والإجابة تدخل في المقدمة ، الواجب أن يكون المسلمون جماعة واحدة كما كانوا في الجماعة الأولى التي كنا نتحدث عنها ، وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام أنهم الفرقة الناجية ، لما وصف تلك الفرقة أنها ناجية وسئل عنها قال هي الجماعة ، جماعة بالتاء المربوطة التي تجمع ، أما جماعات ، لا ،لا يجوز أن توجد بين المسلمين جماعات ..
ولما حدثت الجماعات بدءا من أيام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بدءا من ذلك الوقت إلى يومنا هذا إلى ما شاء الله المسلمون في قلق وويلات متتالية ومتتابعة ، لم تظهر الجماعات إلا بظهور الخوارج في عهد علي رضي الله عنه وبظهور الروافض ( الشيعة ) وبظهور القدرية ثم تتابعت ، لما كثرت الجماعات وكثرت المذاهب والاتجاهات أصيبت الأمة الإسلامية العظيمة بهذا التفرق وهانت على أعدائها وتمكنوا بها وجاءت الاستعمارات بعد ذلك ، استعمر المستعمرون بلاد المسلمين لأنهم ابتعدوا عن الإسلام ، الذي أبعدهم عن الإسلام هذا التفرق إلى هذه الجماعات ، على المسلم الغيور الناصح لنفسه اليوم أن يسأل عما كان عليه لا أقول الصحابة ، عما كان عليه الأئمة الأربعة الذين يقلدهم جميع المسلمين ، كيف كانوا ؟ وهل في وقتهم في جماعات ؟ لا !! الجماعة واحدة هي التي أثنى عليها القرآن في الآية التي تلوناها قبل قليل " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار " وشيء مشاهد : هذه الجماعات كما ذكر السائل جماعة الإخوان المسلمين ، الجماعة الإسلامية ، جماعة التبليغ ، شباب محمد ، شباب فلان ، الجماعة الفلانية ، الجماعة الفلانية ، لو تساءلنا ما الذي جعلنا هذه الجماعات ؟
الدين واحد ، الإسلام جاء به القرآن والقرآن واحد ، قبلتنا واحدة ، نبينا واحد ، الله المعبود واحد ، ما هذه الجماعات من أين جاءت ؟ جماعات أنشئت لأغراض سياسية أو أغراض شخصية أو إلحاد في دين الله ، الذي تمخض في هذه الآونة الأخيرة هذه جماعات سياسية اتخذت الإسلام سلما ليصلوا به إلى قبة البرلمان ، فإذا دخلوا قبة البرلمان رموه رميا ، ليس للدين لديهم مكانة ولا منزلة ولكن سلم يريدوا أن يصلوا به إلى الهدف ، وجماهير المسلمين عبارة عن قطيع يسير خلف القادة ، والقادة يعرفون هدفهم ، وقد صرح بعضهم معاتبا لدعاة الحق : هؤلاء يهتمون بالدعوة العقيدية فنحن إذا رأينا من يطوفون بالأضرحة مررنا عليهم ونحن سائرون إلى قبة البرلمان . هذا كلام لقائد كبير من قوادهم يعيش الآن وربما الآن هو في بغداد ، هذا كلام قوادهم بمعنى ، إن الهدف من الإسلام وترداد لفظ الإسلام ...
لأن نواب البرلمان أرباب من دون الله ، نواب البرلمان هم المشرعون نيابة عن الشعب كما تعلمون ، لا يجتمع نواب البرلمان والشرع الإسلامي أبدا ، لذلك هذا هدفهم وليسوا من الإسلام في شيء إلا بمجرد الانتساب .
الجماعة التي يجب أن نكون معها الجماعة التي تسلك مسلك الصحابة والتابعين وتابع التابعين وليس لهم لقب معين .
أما نصيحتي التي يطلبها السائل أن تبتعد عن هذه الجماعات و أن تدرس على طلاب العلم غير المنتسبين إلى الجماعات وتسير مع المسلمين سيرهم ، تدرس القرآن وتدرس السنة وتحضر دروس العقيدة ودروس الفقه ودروس التفسير ودروس الحديث ، تعمل بما علمت ، الصحابة طلبهم للعلم كانوا في العوالي ينزلون فيحضرون مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام فيسمعون فيحفظون فيحملون إلى من خلفهم ، هكذا تعلموا ليست هناك معاهد وجامعات منظمة كوقتنا هذا ، من هذا المسجد تعلموا بالتناوب ، هكذا أنصح الذي يستنصحني أن يحضر هذه الدروس ويستفيد منها ويعمل بها ويبتعد عن الجماعات والكلام في الجماعات يطول ونكتفي بهذا المقدار
لكن نصيحتي أن لا تنتمي إلى أي جماعة من الجماعات لئلا يفسدوا قلبك ، لأنك إن انتميت إلى جماعة التبليغ تبغض الآخرين ، إن انتميت للإخوان تبغض الآخرين ، وهكذا ، وهذا لا يجوز في الإسلام ، الإسلام يدعو إلى التحابب والتعاون ، لا تكون سليم القلب محبا لجميع المسلمين إلا إذا ابتعدت من هذه الانتماءات وهذه الحزبيات وبقيت مع المسلمين مع عوام المسلمين الذين هم على الجادة ، في هذا الوقت مجالس عوام المسلمين خير من مجالس المثقفين ، مجالس المثقفين ليس فيها إلا المفاضلة بين الجماعات ، الجماعة الفلانية فيها كذا ، الجماعة الفلانية كذا ، لكن مجالس عوام المسلمين يسألوك عن الدين فيستفيدون ، إن نصحت يقبلون نصيحتك ، لذلك عليك أن تلتزم الدروس في هذا المسجد طالما أنت هنا في المدينة وتبتعد عن هذه الجماعات والانتماءات والتحزبات .
وبالله التوفيق .
منقول للإفادة