عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يقول :
يا خيبة الدهر ( و في رواية : يسب الدهر )
فلا يقولن أحدكم : يا خيبة الدهر , فإني أنا الدهر : أقلب ليله و نهاره فإذا شئت قبضتهما " .
صحيح . الصحيحة برقم 531
وللحديث طريق أخرى بلفظ آخر وهو :
" لا تسبوا الدهر , فإن الله عز وجل قال : أنا الدهر الأيام و الليالي لي أجددها و أبليها و آتي بملوك بعد ملوك " .
صحيح . الصحيحة برقم 532
---------------------------
معنى الحديث :
قال المنذري : " و معنى الحديث أن العرب كانت إذا نزلت بأحدهم نازلة و أصابته مصيبة أو مكروه يسب الدهر اعتقادا منهم أن الذي أصابه فعل الدهر كما كانت العرب تستمطر بالأنواء و تقول : مطرنا بنوء كذا اعتقادا أن ذلك فعل الأنواء , فكان هذا كاللاعن للفاعل و لا فاعل لكل شيء إلا الله تعالى خالق كل شيء و فاعله ، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك .
و كان ( محمد ) ابن داود ينكر رواية أهل الحديث " و أنا الدهرُ " بضم الراء و يقول : لو كان كذلك كان الدهر اسما من أسماء الله عز وجل و كان يرويه " و أنا الدهرَ أقلب الليل و النهار " , بفتح راء الدهر على النظر في معناه : أنا طول الدهر و الزمان أقلب الليل و النهار . و رجح هذا بعضهم و رواية من قال : " فإن الله هو الدهر " يرد هذا . و الجمهور على ضم الراء . و الله أعلم " .
_____________
نظم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من فوائد
تأليف / عبد اللطيف بن محمد بن أحمد بن أبي ربيع
ج1-ص84