الرياض الندية فى شرح الأربعين النووية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله الذى لا إله معه ولا رب سواه وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وأمينه على وحيه وحبيبه.أما بعد....

نبدأ بفضل الله تعالى ومنته وتقديره ورعايته فى شرح هذه الأربعين المباركة والتى جمعها الإمام النووى رحمه الله فى كتابه الماتع العظيم ( الأربعون النووية ) وهى من البدايات الطيبة لطلاب العلم لما فيها لإشتمالها على أحاديث صحيحة ولسهولتها ويسرها.

ومن الدلالات على عظم شان سنة النبى صلى الله عليه وسلم أن الله عزوجل سخر لها ما لا حصر لهم من أهل العلم على مر العصور لينقوها ويشتغلون بها ويعملون بما فيها من أمور الدين الحنيف.

واليوم باذن الله تعالى نلتقى بكم اخوانى الكرام مع أول درس من دروس دورة الحديث النبوى الشريف سائلين الله تعالى أن يتقبل منا أعمالنا وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم وليجدد كل منا نيته وليخلص فيها لله وحده لا شريك له , ونسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسن . اللهم امين .

الحديث الأول ( إنما الأعمال بالنيات )
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّما الأعمال بالنيَّات، وإنَّما لكلِّ امرئ ما نوى، فمَن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله فهجرتُه إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يُصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".
رواه إمامَا المحدِّثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصحُّ الكتب المصنَّفة

=================================================
هذا حديث صحيح متفق على صحته وهو أحد الأحاديث التى عليها مدار الإسلام.

وقال بعض العلماء رحمهم الله أنه ( يدخل فى حديث الأعمال بالنيات ثلث العلم ) منهم الشافعى وأحمد رحمهما الله.

وروى عن الشافعى رحمة الله عليه أنه قال (يدخل فى هذا الحديث فى سبعين باباً من الفقه)

وقال جماعة من العلماء (هذا الحديث ثلث الإسلام ).

ونقل جماعة أنَّ السلف كانوا يستحبُّون افتتاح الكتب بهذا الحديث؛ تنبيهاً للطالب على تصحيح النيَّة وإرادته وجه الله تعالى بجميع أعماله البارزة والخفيَّة.

يتبع إن شاء الله .....

وفى هذا الحديث العظيم دلالة على أن النية معيار لتصحيح الأعمال فحيث صلحت النية صلح العمل , وحيث فسدت النية فسد العمل.

مثال : رجل مثلاً يشرب الدخان أو يطلق بصره على النساء أو أى شىء من تلك الأفعال المحرمة , هل يصح أن يقول أنا نيتى طيبة وأنتم لا تعرفون ما بينى وبين ربى؟ إذا ما نصحه أخ له أن يتق الله؟

نقول : لا يصح قوله هذا وإنما هو كلام باطل مردود على قائله. لم؟ لأن فى الحديث إشارة إلى أنه لا يوجد عمل يعمله الإنسان باختياره إلا وله نية مسبقة حتى ولو كانت نية لحظية.

أو بمعنى اخر : هذا الرجل الذى أطلق بصره أطلقه بإرادته بعد النظرة الأولى ( نظرة الفجأة ) . يعنى تعمد إطلاق البصر . وهل يقول عاقل أن فعله هذا لم يسبق بنية؟؟

بالطبع لا وإلا صار مختلاً لا يعرف ما يفعله وهذا ليس من صفات المكلفين العاقلين.

يتبع إن شاء الله.....

والنية لغة : القصد

والنية شرعاً : قصد الشىء مقترناً بفعله , فإن قصد وتراخى عنه فهو عزم.

وهنا نسأل سؤال مهم جداً : لم شرع الله تعالى النية ؟ لم لا يقبل منا الأعمال كلها من غير نية مع أنها من الممكن أن تكون أعمال صالحة فى ظاهرها؟

فنقول : شرع الله تعالى النية لتمييز العادات من العبادات, أو لتميز رتب العبادة بعضها ببعض.

كيف؟؟

مثال : رجلان على جنابة قاما ليغتسلا , أحدهما يغتسل لتنظيف نفسه من العرق أم وما شابه ولم يقصد بذلك إزالة الجنابة والاخر قصد باغتساله رفع الحدث الأكبر الذى هو الجنابة.

فهل يصح لكليهما الصلاة بعد هذا الغسل؟

نقول : لا يصح لأن الأول نيته لم تكن لرفع الحدث الأكبر وبالتالى لم يرفع الحدث ولازال على جنابته, أما الاخر فقد انتوى رفع الحدث الأكبر فرفعت عنه الجنابة وصلاته صحيحة إن صح منه باقى شروط الغسل والصلاة إن شاء الله.

وهذا فى تمييز العادة عن العبادة

يتبع إن شاء الله .....

أما فى تمييز رتب العبادة بعضها ببعض فنقول:

رجل صلى أربع ركعات .فان هو انتوى بها صلاة الظهر وقعت على صلاة الظهر . وإن انتوى بها نافلة وقعت نافلة.

فالذى يميز الأعمال هنا هو النية.

يتبع إن شاء الله....

مشكور يا حج و جزاك الله كل خير

جزاك الله خيراً أخى ونفع الله بك

وننتظر التكملة بإذن الله

جزاكم الله خيراً على تشجيعكم بعد ما أصابنا من الإحباط من عدم مشاركة الأخوة بأى صورة والله المستعان.

نكمل إن شاء الله وجزاكم الله خيراً على المرور.

جزاك الله خيرا اخى

واكرمك الله من فضله العظيم

ولايصيبك ابدا اليأس والاحباط من عدم مشاركة الاخوة والاخوات

لانه قد يتعذر على البعض التواجد يوميا وفترات طويلة على المنتدى فلا تبتأس اخى الكريم

ولتكن على يقين ان هذه الدورة اكثر من رائعة ومشكور كثيرا على بذل المجهود فى الشرح وبارك الله فيك

نفع الله بكم أختى الفاضلة وبكل الأخوة والأخوات

لعل الإستفادة تكون طيبة من تلك الدورة المبسطة .

فأنا أقل من أن أعطى دورة لأناس مثلكم ولكنها محاولة.

نفع الله بالجميع وتقبل منّا

والسلام عليكم

ما شاء الله

جزاكم الله خيرا و جعله الله في ميزان حسناتك , و نرجو المتابعة

و أحب أهنيك على نجاحك أخي الحبيب بالنيابة عن جميع أعضاء المنتدى , و الى الأمام دائما

سلمت يمينك يا أبا جعفر وسلمت لنا.

مفيش حاجه بتستخبى فى المنتدى ده ولا إيه

جزاك الله خيرا

نفع الله بالجميع وجزاكم الله خيراً على الإهتمام والتشجيع.

نكمل إن شاء الله ....

قوله صلى الله عليه وسلم (إنَّما الأعمال بالنيَّات) دلالة على أنه لا تجوز النيابة فى العبادات,ولكن هناك بعض العبادات اتفق أهل العلم على جواز النيابة فيها مثال ذلك : التوكيل فى إخراج زكاة الفطر ويُرجع فى هذا إلى كتب الفقه إن شاء الله .

و (الأعمال ) يراد بها الأعمال الشرعية.

وفى قوله (إنَّما الأعمال بالنيَّات) محذوف ,, وهذا المحذوف قد اختلف أهل العلم فى تقديره :

فمنهم : من قال أنه ( صحة الأعمال ) وهؤلاء الذين اشترطوا النية لصحة العمل.وهذا هو الصحيح الراجح إن شاء الله

ومنهم : من قال أنه ( كما الأعمال )..

ومن رحمة الله عزوجل أنه لا عمل إلا وله نية , حتى قال بعض العلماء ( لو كلفنا الله عملاً بلا نيّة , لكان من تكليف ما لا يطاق ).

وذكر الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله هنا فائدة عظيمة فقال :

هنا يوجد رد على الموسوسين الذين يعملون الأعمال عدة مرات, ثم يقول لهم الشيطان :إنكم لم تنووا . فإنا نقول لهم لا,لا يمكن أبداً أن تعملوا عملاً إلا بنية فخففوا على أنفسكم ودعوا هذه الوساوس. أ.هـ.

وقوله صلى الله عليه وسلم (وإنَّما لكلِّ امرئ ما نوى).... قال ابن رجب (1/65): "إخبارٌ أنَّه لا يحصل له من عمله إلاَّ ما نواه، فإن نوى خيراً حصل له خير ٌ، وإن نوى شرًّا حصل له شرٌّ، وليس هذا تكريراً مَحضاً للجملة الأولى، فإنَّ الجملة الأولى دلَّت على أنَّ صلاحَ العمل وفسادَه بحسب النية المقتضية لإيجاده، والجملة الثانية دلَّت على أنَّ ثوابَ العامل على عمله بحسب نيَّتِه الصالحة، وأنَّ عقابه عليه بحسب نيَّته الفاسدة، وقد تكون نيَّتُه مباحةً فيكون العملُ مباحاً، فلا يحصل له به ثوابٌ ولاعقاب، فالعملُ في نفسه: صلاحه وفساده وإباحته بحسب النية الحاملة عليه المقتضية لوجوده، وثوابُ العامل وعقابُه وسلامته بحسب نيته التي بها صار العملُ صالحاً أو فاسداً أو مباحاً".أ.هـ

قوله صلى الله عليه وسلم (فمَن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ) ...

الهجرة : من الهجر الذى هو الترك .

مثال : الهجرة من مكة إلى المدينة وهذه الهجرة قد انتهت بفتح مكة.

ومثال : الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإيمان وهذه الهجرة باقية إلى قيام الساعة إن شاء الله.

وهنا فرّق الله عزوجل بين نوعين من المهاجرين فى الدنيا .

الأول : هاجر ولكن هجرته كانت لدنيا , ليست فيها نية الهجرة إلى الله عزوجل وإلى دينه. فهذا ينال ما هاجر من أجله .

والثانى : هو المهاجرُ إلى الله ورسوله حقًّا، وكفاه شرَفاً وفخراً أنَّه حصل له ما نواه من هجرته إلى الله ورسوله،

وياتى هذا اللفظ العظيم من بلاغة وفصاحة النبى المعصوم صلى الله عليه وسلم (فهجرته إلى ما هاجر إليه ) اللفظ فيه تحقير لما طلبه من أمر الدنيا للدلالة على أنه لم يهاجر إلى الله ورسوله الهجرة التى فيها الفلاح والمثوبة من الله عزوجلّ.

أمّا بخصوص ما ورد فى كلام بعض أهل العلم بأن هذا الحديث قاله النبى صلى الله عليه وسلم بمناسبة ما حدث من مهاجر أُمّ قيس فالواضح والله أعلم أن الحديث لم يكن فى تلك المناسبة كما ذكر ذلك الحافظ بن رجب رحمه الله " تتبعته فلم أجد له أصلاً " .

وذهب الكثير من أهل العلم إلى عدم ذكر هذا الحديث الشريف فى تلك المناسبة ومنهم العلامة أحمد شاكر رحمه الله والعلامة بكر بن عبد الله أبى زيد حفظه الله.

نضع الفوائد على الحديث إن شاء الله بعد أن يطرح الأخوة والأخوات الإستفسارات على ما أشكل عليهم إن وجِد إن شاء الله .

وليت الأخوة يستعدون للمنافسة القوية فى الأسئلة التى ستوضع بعد كل حديث إن شاء اللهُ تعالى.

الأخ الحبيب الفاضل أبو جعفر ننتظر منكم الإعلان عن ميعاد وضع الأسئلة وبدء تلقى الإجابات إن شاء الله.

جزاكم الله خيرا يا أخي على هذا المجهود الطيب و هذا الشرح الماتع

أما بالنسبة لميعاد الأسئلة فأنت المسئول عن الدورة و أدرى بمجرياتها , فأنا أترك لك أختيار الوقت و الكيفية

جزا الله خيرا الاخ حفيد الصحابة على مجهوده

ولكن ياريت يكون الوقت بين الشرح والاسئلة كافى عشان نكون جاهزين للرد

جزاكم الله خيراً على الإهتمام والحرص على الفائدة.

إن شاء الرحمن يكون وضع الأسئلة يوم الثلاثاء القادم.

ونسأل الله أن يكون عملنا خالصاً متقبلاً.

والسلام عليكم

نُكمل إن شاء الله :

فوائد من هذا الحديث العظيم:

1- أنَّه لا عمل إلاَّ بنيَّة.

2- أنَّ الأعمال معتبرة بنيَّاتها.

3- أنَّ ثواب العامل على عمله على حسب نيَّته.

4- ضرب العالم الأمثال للتوضيح والبيان.

5- فضل الهجرة.

6- أنَّ الإنسانَ يُؤجرُ أو يؤزر أو يُحرم بحسب نيَّته.

7- أنَّ الأعمال بحسب ما تكون وسيلة له، فقد يكون الشيء المباح في الأصل يكون طاعةً إذا نوى به الإنسان خيراً، كالأكل والشرب إذا نوى به التقوِّي على العبادة.

8- أنَّ العمل الواحد يكون لإنسان أجراً، ويكون لإنسان حرماناً.

إنتهى الشرح على الحديث الأول ولله الحمد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حىّ الله الأخوة والأخوات الكرام.

كما وعدناكم من قبل أن نجعل فى نهاية الشرح المبسط لكل حديث بعض الأسئلة البسيطة على سبيل التذكّر وليس الإختبار.

وهاهى الأسئلة بين أياديكم أخوانى الكرام ونسأل الله أن ينفعنا وإياكم بها.

الأسئلة :

1- ما معنى النية؟

2- لم شرع الله تبارك وتعالى النية ؟

3- علاما يدل قول النبى صلى الله عليه وسلم (إنَّما الأعمال بالنيَّات ) ؟

4- استخرج من حديث (إنَّما الأعمال بالنيَّات ) فائدتين أو أكثر .

وننتظر إن شاء الله تعالى الإجابات على هيئة رسالة خاصة أستقبلها منكم إن شاء الله تعالى بعد أن أذن لى الأخ الفاضل الكريم أبو جعفر أكرمه الله.

ولعل الأخوة تشاركنا بالأجوبة لكى نعلم مدى إهتمام الناس فى المنتدى بهذا الشرح المبسط وهل هو يؤتى ثماراً أم لا فنوقفه .

والأخ أو الأخت الذى سيحقق أعلى درجة فى دقة الإجابة سيحصل على مفاجأة طيبة من أسرة المنتدى باذن الله تعالى وتوفيقه.

جزاكم الله خيراً على إهتمامكم .

فى إنتظار رسائلكم المباركة إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن والاه ثم أمّا بعد....

نبدأ بفضل الله تعالى ومنه وكرمه فى شرح الحديث الثانى من الأربعين النووية إكمالاً للدورة المبسطة التى شرعنا فيها والأخوة والاخوات الأفاضل فى هذا المنتدى الطيب المبارك.

الحديث الثانى

عن عمر رضي الله عنه أيضاً قال: "بينما نحن جلوسٌ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طَلَعَ علينا رجلٌ شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثرُ السفر ولا يعرفه منَّا أحدٌ، حتى جلس إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأسنَد ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفَّيه على فخذيه، وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلامُ أن تشهدَ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعتَ إليه سبيلاً، قال: صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدِّقه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمنَ بالله وملائكته وكُتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقتَ، فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبدَ الله كأنَّك تراه، فإن لَم تكن تراه فإنَّه يراك، قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلمَ من السائل، قال: فأخبرني عن أمَاراتِها؟ قال: أن تلدَ الأَمَةُ ربَّتَها، وأن ترى الحُفاةَ العُراة العالة رِعاء الشاءِ يتطاولون في البُنيان، ثمَّ انطلق فلبث مليًّا ثم قال: يا عمر أتدري مَن السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنَّه جبريل أتاكم يعلِّمُكم دينَكم" رواه مسلم.

هذا الحديث من رواية ( صحابى عن صحابى ) وأيضاً من رواية ابن عن أبيه .

فهو من رواية عبد الله بن عمر رضى الله عنهما عن أبيه عمر بن الخطّاب ( فاروق الأمة ) رضى الله تعالى عنه وأرضاه.

وسبب رواية عبد الله بن عمر لهذا الحديث المبارك هو أنّه أتاه رجلان حاجّان معتمران وهما ( يحى بن يَعمُر ) و ( حُمير بن عبد الرحمن الحِميرى ) .

قال يحى بن يَعمُر : أول من قال بالقدر فى البصرة ( معبد الجُهنى ) فخرجنا أنا و حُمير بن عبد الرحمن الحِميرى حاجيّن معتمرين فقلنا لو لقينا أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.فلقينا عبدَ الله بن عمر رضى الله عنهما فاكتنفناه واحدٌ عن يمينه وواحدٌ عن شماله, فظننت أن صاحبى سيكل الكلام إلىّ,فقال له إنّه ظهر قِبلنا أناسٌ يقرأون القران ويتقفّرون العلم ( أى عندهم اجتهاد ) ويقولون لا قدَر وأنَّ الأمر أُنُف.( يقولون أنه لم يسبق الفعل علم وأن العباد يخلقون أفعالهم )... فقال له بن عمر " إذا لقيت هؤلاء فأخبرهم أننى برىء منهم وأنهم برءاء منِّى , والذى يحلف بن عبد الله بن عمر لا يؤمن أحدهم حتى يؤمن بالقدرِ خيرهِ وشرِّهِ, ثم قال " حدثنى أبى ..... " وذَكَر الحديثَ بتمامه للرد على هؤلاء.

يُتبع إن شاء الله ....

جزاك الله خيرا

وفى انتظار المزيد

ولكن مش هتقولنا مين العضو اللى حقق اعلى درجة فى دقة الاجابة ؟! Rolling Eyes

جزاكم الله خيراً

وفى انتظار التكملة بإذن الله تعالى

السلام عليكم

الأخ حفيد الصحابة يعتذر عن التغيب بسبب المرض

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه

اللهم إشفه و إشفى مرضانا و مرضى المسلمين
يا ذا الجلال و الإكرام

ربنا يشفيه فى القريب العاجل بإذنه تعالى

يارب اشفي كل مريض

الف سلامه وربنا يشفيك ان شاء الله

ربنا يشفيه بإذن الله تعالي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن والاه ثم أما بعد...

فبين يدى اخوانى وأخواتى أقدم اعتذاراتى عن تغيبى طوال تلك الفترة ونسأل الله تعالى ألا يبعدنا عن منتداكم الطيب مرة اخرى والله المستعان وعليه التكلان.

وتقبّل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأعاد علينا وعليكم أيام الأعياد بالخير واليمن والبركات.

وإن شاء الله نستكمل ما كنا بدأناه منذ فترة إذا أحب الأخوة والأخوات ذلك وفى انتظار ردودكم الطيبة.

فى أمان الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الف حمدالله على السلامة

جميل جدا نشوف الموضوع يكمل تانى

بس انا من رأيى الانتظار لحد ماكلنا نخلص امتحانات

يعنى نبدأ مع اجازة نص السنة كده ان شاء الله

و انا رأيي من رأي الاخت مخلوقة يا عم حفيد و سلام عليكم slam

اخى الكريم حفيد الصحابة
مش هتكمل شرح الاربعين النووية ولا ايه ؟!

احنا فى الانتظار

لعل الأخت الكريمة تتصل بالأخوات الفاضلات المشتركات معنا فى المنتدى بأى وسيلة ممكنة.

نكمل إن شاء الله تعالى ولكن ننتظر كم يوم حتى نشعر بوجود التفاعل .

يا جماعة كل واحد يقدر يتصل بحد بأى طريقة يتصل ويحثهم على الرجوع وخاصة الأخوة والأخوات أصحاب التفاعل القوى فى المنتدى

فى انتظار الأخبار الطيبة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم إن شاء الله تعالى نستأنف دورة الحديث التى شرعنا فيها سوياً , سائلين الله تعالى التوفيق والسداد.

فليجدد كل منّا نيّته ولنشحذ الأذهان والهمم لعل الله تعالى لا يحرمنا أجر عملنا القليل .

ونسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق.

ترى من من الأخوة والأخوات سيستحق وسام طالب العلم هذه المرّة؟

{خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (26) سورة المطففين

بالتوفيق إن شاء الله

AboGaafer كتب:: بالتوفيق إن شاء الله

بالتوفيق ان شاء الله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اقتفى أثره واستنّ بسنّته واهتدى بهداه أمّا بعد ...

ننقل الجزء الأخير الذى توقفنا عنده فى اخر مرّة .
===========================================
هذا الحديث من رواية ( صحابى عن صحابى ) وأيضاً من رواية ابن عن أبيه .

فهو من رواية عبد الله بن عمر رضى الله عنهما عن أبيه عمر بن الخطّاب ( فاروق الأمة ) رضى الله تعالى عنه وأرضاه.
[color=red]
وسبب رواية عبد الله بن عمر لهذا الحديث المبارك هو أنّه أتاه رجلان حاجّان معتمران وهما ( يحى بن يَعمُر ) و ( حُمير بن عبد الرحمن الحِميرى ) .

قال يحى بن يَعمُر : أول من قال بالقدر فى البصرة ( معبد الجُهنى ) فخرجنا أنا و حُمير بن عبد الرحمن الحِميرى حاجيّن معتمرين فقلنا لو لقينا أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.فلقينا عبدَ الله بن عمر رضى الله عنهما فاكتنفناه واحدٌ عن يمينه وواحدٌ عن شماله, فظننت أن صاحبى سيكل الكلام إلىّ,فقال له إنّه ظهر قِبلنا أناسٌ يقرأون القران ويتقفّرون العلم ( أى عندهم اجتهاد ) ويقولون لا قدَر وأنَّ الأمر أُنُف.( يقولون أنه لم يسبق الفعل علم وأن العباد يخلقون أفعالهم )... فقال له بن عمر " إذا لقيت هؤلاء فأخبرهم أننى برىء منهم وأنهم برءاء منِّى , والذى يحلف بن عبد الله بن عمر لا يؤمن أحدهم حتى يؤمن بالقدرِ خيرهِ وشرِّهِ, ثم قال " حدثنى أبى ..... " وذَكَر الحديثَ بتمامه للرد على هؤلاء.

[color:0dcb=red:0dcb]يُتبع إن شاء الله ....

نكمل إن شاء الله تعالى ....

===========================

وهنا يتضح مدى حرص الرعيل الأول عليهم رضوان الله تعالى على الخير والتثبّت من الأخبار والرجوع إلى أهل العلم والفضل فيما يُشكل عليهم من أمور دينهم كما رجع التابعيّان ( يحىّ بن يعمر ) و ( حُمير بن عبد الرحمن الحميرى )
إلى ابن عمر رضى الله عنهما.

وننتبه أيضاً لرد فعل الصحابى الجليل أبى عبد الرحمن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما عندما أجاب....

فلقد بيّن أولاً حال هؤلاء المبتدعة ثم أتى بدليل على بطلان قولهم وهذه هى الطريقة المثلى للرد على أهل البدع , فهدى السلف رضوان الله عليهم هو بيان الحكم بدليله من القران والسنّة المطهرة.

يُتبع إن شاء الله

وهنا ننتبه إلى فائدة مهمة : ( هدى السلف رضوان الله عليهم فى الحجّ والعمرة ) ... فقد كانوا رضوان الله عليهم يستغلّون الحجّ والعمرة فى طلب العلم أيضاً إلى جانب المناسك .

قول التابعيان ( يقولون إن الأمر أُنُف ) أى أنه لا قدر قدّره الله عزّوجلّ , وهذا من أبطل الباطل والعياذ بالله , وهذه هى طريقة الغلاة الذين ينفون العلم والكتابة ولتقدير.

وكما قال الإمام الشافعى رحمه الله تعالى فى بيان حال هؤلاء : (( ناظروهم فى العلم , فإن هم أنكروه كفروا , وإن أثبتوه خُصموا ) انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

قول ابن عمر رضى الله تعالى عنهما ( أخبرهم أنّى برىء منهم .... ) لأنّهم أنكروا معلوماً من الدين بالضرورة .وهذا من واسع علم عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنه حيث بيّن خطورة هذا المعتقد الخبيث .

قول أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضى الله تعالى عنه وأرضاه (بينما نحن جلوسٌ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ) يعنى يتعلمون منه ويتفقهون فى دينهم .

( إذ طَلَعَ علينا رجلٌ شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثرُ السفر ولا يعرفه منَّا أحدٌ) , وهذا يبيّن فقه الصحابة رضوان الله عليهم لأنه لفت انتباههم كون الرجل الذى دخل عليهم ليست هيئته هيئة المسافر وقوله لا يعرفه أحد يبيّن مدى حرصهم رضوان الله تعالى عليهم على معرفة بعضهم البعض.

وهذا من السنن المهجورة عند الكثير من المسلمين اليوم إلا من رحم اللهُ تعالى وهى تفقّد أحوال الغائبين ومعرفة أحوال الأخوة فى الله.

قوله رضى الله تعالى عنه (وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلامُ أن تشهدَ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعتَ إليه سبيلاً)

وهذا سيأتى بيانه إن شاء الله تعالى فى حديث أركان الإسلام وهو الحديث الثالث من هذا الكتاب المبارك إن شاء الله تعالى.

قوله (قال: صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدِّقه) فجبريل عليه السلام جاء ليعلّم الصحابة رضوانالله عليهم دينهم كما سيظهر فى كلام النبى صلى الله عليه وسلّم فى نهاية الحديث .

قوله ( قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمنَ بالله وملائكته وكُتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)

ذكر جبريل عليه السلام الإسلام والإيمان لبيان معرفة الفرق بينهما وبين ما فى الإسلام من أمور ظاهرة وانقياد وإستسلام , وبين ما فى الإيمان من أمور باطنة .

قوله ( أن تؤمن بالله )

وهذا هو أصل الأصول الذى ينبنى عليه كل شىء وكل ما سواه مضاف إليه وتابع له , فلا ينفع أى إيمان إن كان الإنسان لا يؤمن بالله تبارك وتعالى.

ولذلك سمّى بعض العلماء هذا الحديث بـ ( أمّ السنّة ) كما أن فاتحة الكتاب هى أمّ الكتاب.

والإيمان بالله ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
الأول : الإيمان بالوهيته سبحانه وتعالى ( توحيده بأفعال العبادة )
الثانى : الإيمان بربوبيته سبحانه وتعالى ( توحيده بالخلق والملك والتدبير )
الثالث : الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا ( وأهل الشنّة وسط بين المشبّهة والمعطّلة )

فكما قال علماء السلف : المشبّه يعبد صنماً والمعطّل يعبدُ عدماً.

يُتبع إن شاء الله تعالى ..........

جزاك الله خيرا

استكمال موفق بإذن الله

وفى انتظار بقية الشرح فى القريب العاجل