منتدي الطريق الي الجنة علي منهج السلف الصالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي الطريق الي الجنة علي منهج السلف الصالح يرحب بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كل الناس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو بكر السكندري
مدير عام
مدير عام
ابو بكر السكندري


ذكر عدد الرسائل : 1233
تاريخ التسجيل : 23/08/2006

كل الناس Empty
مُساهمةموضوع: كل الناس   كل الناس I_icon_minitimeالإثنين 23 مارس 2009, 00:34

كل الناس
استيقظ (كل الناس ) علي صوت طرق عنيف علي باب منزله وعندما قام وفتح الباب وجد أمامه شخص غامض ملامحه مبهمة لا تنم عن شئ وإن كانت قد بعثت في قلبه مزيجا من القلق والرهبة والنفور .. كان ذلك الشخص يرتدي عباءة سوداء تتطاير خلفه من جراء الرياح التي كانت شديدة في ذلك اليوم .. حاول ( كل الناس ) أن يستنبط أي شئ من هيئته فلم يستطع فسأله : من أنت ؟؟! ..
أجابــه الرجل بشئ من البرود : أنا الموت .. وصمت برهة ليتأمل وقع اسمه علي ملامح ( كل الناس ) ثم استطرد : جئت لآخذك معي .. سأله ( كل الناس ) متعجبا : تأخذني ؟؟؟ أفي هذا الوقت من الليل ؟
أجابه ( الموت ) بشئ من التهكم : وقت؟؟.. أي وقت ؟؟.. أنا لا أتقيد أبدا بوقت؟؟..
عاد ( كل الناس ) إلي الأسئلة مرة أخري قائلا : نعم .. ولكن إلي أين ستأخذني ؟؟..
أجابه ( الموت ) وقد اكتست نبرة صوته بالجدية : إلي هناك .. وأشار إلي نقطة ما خلــــف ( كل الناس ) الأمر الذي جعله يلتفت ويلقي نظرة فإذا بقبر عليه شاهد يحمل اسمه وكان مشهدا انقبض له قلب ( كل الناس )فأشاح بوجهه عنه وهو يقول : أهذا مكاني ؟؟..
أجابـــه ( الموت ) وقد اكتسي صوته بالصرامة والحزم : نعم .. هو مكانك وينتظرك .. هيا بنا .. استوقفه ( كل الناس ) وقد اعتلت وجهه علامات الرهبة وقال : انتظر .. أرجوك .. فأنــــــا لا أستطيع أن آتي معك وحدي . بل عليّ أن أحضر أصدقائي معي .
نظر إليه ( الموت ) بشئ من الشك والربية وظهرت على ملامحه إمارات التفكير .. فاستطرد ( كل الناس ) وقد بدا صوته مختنقا : أرجوك .. فأنا لا أستطيع أن أرحل بدونهم .
فأجابه ( الموت ) قائلا :حسنا.. فلقد بقي لك من الوقت ما يكفي لتحضر أصدقائك ولكن .... قالها وهو يجذب ( كل الناس ) إليه بقوة ويركز على عينيه .. ثم أكمل حديثه قائلا : سأنتظرك في الساعة الحادية عشرة ونصف إلا أربعة دقائق .. لا تتأخر ..ولا تحاول الفرار .. وهنا ابتسم ( الموت ) وسرعان ما تحولت ابتسامتــــه إلي ضحكة عالية مدوية .. وترك ( كل الناس ) في عنف وسار في اتجاه القبر وضحكاته تتعالي تشق سكون الليل وهويردد ساخرا :
يفر؟؟.. الفرار؟؟.. من يستطيع الفرار ؟؟

تمالك ( كل الناس ) نفسه بصعوبة بالغة وأسرع ليبدأ رحلته وينادي أصدقائه وهو يفكر من الذي يذهب إليه أولا ؟؟..
ثم وجد الإجابة .. نعم .. يبدأ بأقرب الأصدقاء إلي قلبه ..ألا وهو ( المال ) تسارعت خطوات ( كل الناس ) وهو يقترب من منزل صديقه ( المال ) .

المال


كان منزلا مرصعا بالأحجار الكريمة كل ما فيه نفيس وغالي دخل ( كل الناس) المنزل وسار حتي وصل إلي الباب وطرقه بقطعه من الماس معلقة عليه لهذا الغرض .
انتظر ( كل الناس ) بعض الوقت حتي فتح الباب وأطل منه ( المال ) يرتدي أفخر الثياب وممسكا بسلسلة ذهبية يلفها حول إصبعه .. اندفع ( كل الناس ) إليه قائلا : صديقي ( المال ) .. إني أحتاجك .. أرجوك .. تعالي معي .
أجابه ( المال ) ببرود : أنا مشغول الليلة عد في الصباح .
ودخل المنزل وأغلق الباب .



خرج ( كل الناس ) وقد ظهر علي ملامحه مزيج من الأسي و الحسرة وخيبة الأمل ولكنه أخذ يواسي نفسه قائلا : لا.. لم يكن ( المال ) هو أقرب أصدقائي .. بل لم يكن صديقا بالمرة .. فأنا أتذكر أنه كثيرا ما كان يجعلني أخطئ وأرتكب المعاصي . لا .. ليس ( المال ).. ليس ( المال ) .



عاد ( كل الناس ) إلي التفكير قائلا لنفسه : مَن مِن أصدقائي أذهب إليه الآن؟
إنه صديقي ( الجمال ) .
من المؤكد أنه سيأتي معي فإنه لم يخذلني قط كما أنه لم يفارقني لحظة
أقبل ( كل الناس ) مسرعا عندما لاح له منزل صديقه ( الجمال ) من بعيد ...


الجمال

كان منزلا رائعا .. بل أكثر من رائع . مشهده يسر الناظرين وتشعر وأنت تراه وكأنك في أجمل بقاع الارض ..
أسرع (كل الناس) الخطي ودخل ووقف أمام الباب ومن شدة جماله مكث لحظات يتأمله وكأنه شخص في أوج استمتاعه بالحياة وليس علي موعد مع ( الموت ) بعد قليل .
هنا أفاق ( كل الناس ) وطرق باب المنزل فخرج له صديقه ( الجمال ) وهو ممسكا بمرآة ينظر إليها كلما مر بعض الوقت .
فأقبل عليه ( كل الناس ) وقال له : صديقي ( الجمال )أريدك أن تأتي معي ..أرجوك لجمال) وقال : للأسف .. حان وقت فراقنا يا صديقي ثم تركه ودخل المنزل .
خرج (كل الناس) يجر أذيال الخيبة وهو مندهشا متسائلا : كيف يخذلني ( الجمال ) ؟؟.. كيف وأنا كنت أتباهي به طيلة حياتي ؟؟.. لا إنه لم يكن صديقا وفيا .. نعم .. فأنا أتذكر الآن كيف كان يخدعني ويعميني عن رؤية أشياء كثيرة خلفه ... لا لم يكن ( الجمال ) .. لم يكن ( الجمال ) .




وهنا أضاء عقل ( كل الناس ) عندما تذكر صديقا له لم يقابله منذ فترة طويلة وقالنعم .. هو( الصحة ) صديقي فأنا لم أره منذ وقت طويل . لابد أنه اشتاق إليّ وسيسعد لرؤيتي . وسار في طريقه متجها إلي منزل صديقه ( الصحة ) .


الصحة



كان منزلا عاليا راسخا تشعر وأنت تنظر إليه بالقوة والطاقة وعندما وصل إليه ( كل الناس) دلف مسرعا وطرق الباب فسمع المزلاج يفتح بقوة ثم رأي صديقه ( الصحة )يخرج ممسكابأداة لتقوية عضلات اليدين .
فأسرع إليه قائلا : صديقي الحبيب .. أين أنت ؟؟.. أود أن أسألك معروفا . أجابه (الصحة) بفتور واضح : ألم نفترق يا ( كل الناس ) منذ وقت طويل ؟؟
ما الذي جعلك تتذكرني الآن ؟؟ ثم دخل وأغلق الباب بشدة .
خرج (كل الناس) محبطا مستاءا من رد فعل صديقه وسار وهو يتذكر سنوات الطفولة والشباب وكيف كانا مرتبطان لا يفترقان سوي لبضعة أيام ثم يعودان إلي اللقاء مرة أخري .. وهنا ارتفع صوت ( كل الناس ) وهو يحدث نفسه قائلا : ولكنه تخلي عني وتركني وذهب بغير رجعة .. نعم .. لقد تركني أصارع الأمراض ولم يأت لمساعدتي لم يكن من الصواب أن أثق به .
لا ليست( الصحة ) .. ليست ( الصحة ) .



وهنا قرر (كل الناس) أن يكون اختياره هذه المرة دقيقا متأنيا وسأل نفسه : من الصديق الذي أفاده طوال حياته وكانت صداقته مثمرة ؟؟ نعم .. نعم .. إنه صديقي( المعرفة ) فهو كان دائما يدفعني لاستزيد من العلم .. إنه هو .. واندفع ( كل الناس ) نحو منزل صديقه ( المعرفة ) وهو يمني نفسه باستقبال حار .


المعرفة

عندما وصل ( كل الناس ) إلي المنزل وجد الاوراق والكتب متناثرة هنا وهناك فمر من بينها حتي وصل إلي الباب وطرقه ففتح له صديقه( المعرفة ) وهو يرتدي نظارته الطبية ويمسك في يده كتابا ضخما .. ثم ما لبث أن نظر إليه وسأله من أنت ؟؟..
أسرع ( كل الناس ) مجيبا : إنه أنا ألا تعرفني ؟؟ أنا ( كل الناس ) صديقك .. أجابه ( المعرفة ) : نعم .. نعم .. وماذا تريد ؟؟
قال (كل الناس) أريدك أن تذهب معي إلي مكان ما .
أجابه (المعرفة) دون أن ينظر إليه : لا أستطيع أن أذهب إلي أي مكان حتي أنتهي من هذا الكتاب .. وداعا ..
وأسرع بالعودة إلي منزله .

حتي أنت يا صديقي( المعرفة ) .. جملة نطقها ( كل الناس ) وهو يسير مبتعدا عن منزل صديقه
ثم أخذ يفكر فيما جري له وما أصبح فيه ثم قال لنفسه : لماذا لا أذهب إلي صديق قد طلبت منه شيئا قبل ذلك وحققه .. نعم إنه صديقي( الصداقة ) .. كيف لم أذهب إليه من قبل ؟؟ كيف لم أذهب إليه في أول الأمر؟؟.. يجب أن أّذهب إليه الآن .. وكفي ما ضاع من وقت ..


الصداقة

اتجه (كل الناس) مسرعا إلي منزل (الصداقة) وكان منزلا عاديا يشبه إلي حد كبير منزل (كل الناس) .. أسرع ( كل الناس) إلي الباب وطرقه ففتح له وهو يقاوم النوم بصعوبة .. فأسرع إليه ( كل الناس ) قائلا: أفق يا صديقي أرجوك فأنا في أشد الحاجة إليك وأنت طالما ساعدتني أرجوك أفق .
نظر إليه صديقه ثم ما لبث أن ابتسم له وقال له : أهلا يا ( كل الناس ) .. كيف حالك ؟؟
استبشر (كل الناس) خيرا وقال له: حان ذهابي وأريدك معي . نظر إليه صديقه آسفا وقال له : معذرة .. أنا في غاية الأسف من أجلك يا ( كل الناس ) ولكن .. لم يحن وقت ذهابي بعد ..
ثم ظل واقفا حتي اختفي ( كل الناس ) عن نظره .. بعدها دخل منزله وأغلق وراءه الباب بهدوء .

أما (كل الناس) فقد سار بخطي بطيئة متثاقلة وهو يشعر شعورا بشعا بالهزيمة والوحدة
فجميع أصدقاؤه خذلوه ..
ماذا يفعل الآن ؟؟.. أيذهب وحده ؟؟
ارتجف قلبه عندما طرأت له فكرة الذهاب وحده .. فجلس علي أقرب مكان قابله منهارا ودفن وجهه في كفيه وأخذ يبكي بحرقة علي موقف أصدقائه منه ..
ثم رفع (كل الناس) رأسه فجأة وقال في نفسه : لم يبق لي سوي صديقي ( العمل الطيب ) ثم مسح دموعه وهو يقول : نعم .. سأذهب إليه فهو أخر أمل لي .. ونهض ( كل الناس ) متجها إلي منزل صديقه( العمل الطيب ) .

العمل الطيب

لم يكن المنزل باهظ التكاليف ولا يكمن جماله في شكله ولا تتركز قوته في طريقة بناءه .. ولكنك حين تنظر إليه ينشرح له قلبك وتشعر براحة نفسية لا تعرف مصدرها ..
عندما وصل (كل الناس) وجد باب المنزل مفتوحا فدخل فلما رآه ( العمل الطيب )أسرع إليه
واحتضنه وقال : أهلا يا صديقي العزيز كان يجب أن تأتي إلي منذ البداية .. سأله ( كل الناس)مندهشا : هل عرفت ؟؟.. أجابه صديقه ( العمل الطيب ) مبتسما : نعم .. نعم يا صديقي .. فأنا لا أتركك أبدا . ولا يمكن يوم أن أتخلي عنك هنا تشجع ( كل الناس ) وقال له: هل أستطيع أن أطلب منك شيئا ؟؟.. أجابه ( العمل الطيب ) مسرعا : اطلب كما تشاء .. قال ( كل الناس ) أريدك أن تأتي معي ...
قال ( العمل الطيب ) : حسنا .. هيا بنا .
تعجب ( كل الناس ) وقال : ألا تريد أن تعرف إلي أين ؟؟ ابتسم( العمل الطيب ) ابتسامة هادئة ثم أجابه قائلا : إلي أي مكان يا صديقي .. سآتي معك في أي مكان تذهب إليه .. هيا بنا
وسارا معا حتي اختفيا في الظلام ..
وهنا أعلنت الساعة الحادية عشرة ونصف إلا أربعة دقائق


- تمت -
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://algana.editboard.com
 
كل الناس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ابن الناس؟؟؟؟وماذا حدث
» حاجة غريبة بجد!!هى الناس جرالها ايه بس!!
» تلبيس إبليس على جميع الناس بطول الأمل
» حلقات برنامج فتاوى الناس للشيخ محمد حسان
» تربية الأولاد-الشيخ يعقوب و بعض المشايخ من قناة الناس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي الطريق الي الجنة علي منهج السلف الصالح :: طرق الادب :: طريق القصص الصغيرة-
انتقل الى: